فاتح 78
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- jijel-milia
- العَمَــــــــــلْ :
- ADMIN.
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 871
- نقاط التميز :
- 1272
- التَـــسْجِيلْ :
- 20/10/2011
بالشكر تدوم النعم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه
ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
سبحانك اللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله
خير نبيٍ أرسله
الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً
اللهم صلِّي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
أحبتي في الله
أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعد، فيا عباد الله:
ها قد أقبل إليكم الخير وأقبلت إليكم نعم الله عز وجل
فحافظوا عليها بشكر الله عز وجل تدوم النعم
وأنتم تعلمون أيها الإخوة والأخوات ، أن النعمة إذا وفدت فإن لها حصناً واحداً لا ثاني له
به تحفظ هذه النعم
ألا وهو شكر الله سبحانه وتعالى
ألم تقرؤوا قوله:
{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ}
[إبراهيم: 14/7]
وما تقرب عبد إلى الله بمثل شكره على النعم التي تفد إليه من الله عز وجل وخالقه ورازقه ومعافيه الله سبحانه.
انظروا إلى قوله سبحانه وتعالى :
{كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}
[البقرة: 2/151-152]
انظروا كيف ربط نعمه الوافدة إلينا بل نماذج من نعمه الوافدة إلينا بضرورة التوجه إليه بالشكر.
تأملوا في قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يرويه مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه:
((إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيشكره عليها ويشرب الشربة فيشكره عليها))
وقفت أمام هذا الكلام الجميل
((إن الله ليرضى عن العبد))
وهل هنالك نعمة أجل من أن يرضى الله عنك؟
هل هنالك صلة يكرمك الله بها أجلّ من أن يعفو الله عنك
بل من أن يرضى الله عنك؟
ورتبة الرضى أسمى من رتبة العفو
ومع ذلك فإنك تنالها بشيء يسير
أن تشكر الله على الأكلة التي تأكلها
أن تشكر الله على الشربة التي تشربها
ولكن انظروا إلى قول الله سبحانه وتعالى :
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارِ}
[إبراهيم: 14/28-29]
انظروا إلى قوله سبحانه وتعالى :
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَها اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}
[النحل: 16/112]
وكفران نعم الله عز وجل ليس معناه أن يرتد الإنسان من الإيمان إلى الكفر
بل كفران النعمة أن يعرض عن شكر الله عليها
كفران النعمة أن ينسى فضل الله عز وجل عليه
فضلاً عن أن يستعمل نعمة الله عز وجل فيما حرم وفيما نهى عنه.
أيها الإخوة والأخوات !
لقد رأيتم نعمة الله كيف أقبلت وإنكم لتذكرون مظاهر الحرمان التي كنتم تعانون منها، طرقتم باب الله فاستجاب الله لكم التجأتم إليه، فقال لكم من خلال استجابته لبيكم يا عبادي ما الذي بقي لكي تحصنوا نعمه، ولكي تحرزوها من التبدد والضياع؟
بقي أن تشكروا الله
وشكر الله ليس كلمة تدور على الألسن كما يقول عامة الناس من ملتزمين وتائهين:
(نشكر الله)
كلمة تقليدية تعودت عليها الألسن
شكر الله سبحانه وتعالى أن تستعمل
النعمة التي وفدت إليك فيما يرضي الله
وألاّ تستعملها فيما يسخط الله سبحانه وتعالى
شكر الله بطاعة الله عز وجل والتقرب إليه
شكر الله عز وجل ببر الوالدين وصلة الأرحام
شكر الله عز وجل بتلاوة كتابه والتزود من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
شكر الله بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار وفي كل وقت
شكر الله في المحافظة على الصلوات في وقتها جماعة مع المسلمين
شكر الله عز وجل بحسن الأخلاق والإحسان للناس
شكر الله بصلة الأرحام و بعيادة المرضى والتفريج عن المسلمين المحتاجين
شكر الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر في كل ما يرضي الله عز وجل
شكر الله بالصدقات
شكر الله بإماطة الاذى عن الطريق وكف الشرور عن عباد الله
شكر الله بأن تفك المسلمين من شرك وتحسن لهم
شكر الله بحسن معاملتك مع أخيك في بيتك وجيرانك وأصدقائك
شكر الله أن لا نتسلط على عباد الله الضعفاء ونقهرهم
شكر الله نرحم الصغير ونحترم الكبير
والمجال واسع واسع...
للذي يريد شكر الله عز وجل وهو صادق بذلك
سوف يجد نفسه يشكر الله عز وجل في كل عمل يعمله
إذا قصد فيه وجه الله الكريم
اللهم اجعلنا من الشاكرين
اللهم اجعلنا من الشاكرين
اللهم اجعلنا من الشاكرين