منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


LOTFI

LOTFI

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2
البلد/ المدينة :
الوطن العربي الجريح
المُسَــاهَمَـاتْ :
7902
نقاط التميز :
11950
التَـــسْجِيلْ :
09/06/2008
ارجو ان تقرأوها الى آخر كلمة

ورقة صغيرة وضعت تحت رغيف الخبز




قام إلى إفطاره ليس على العادة ..

لقد ظلت غمامه في سماءه هو وزوجته عكّرت صفو الودْ

والمحبه بينهما ..

ليس غريباً أن يحدث هذا الجفاء وهذا الخلاف ..

هذا أمرٌ طبيعي ..بين كل زوجين ..

لقد كان من المفروض أن يقدم كلٌ منهما تنازلٌ للآخر..

لكن هيهات ..هو ربما يرى أن ذلك لايليق به كزوج ..

بينما هي في الجانب الآخر تقول لايمكن أن أسمح لنفسي

أن أتنزل له بينما هو المخطئ عليَّ ..!!

جلس صاحبنا على طاولة الإفطار يقشر بيضة بينما كوب الحليب

قد خفّت حرارته ومال إلى البرودة مما أفقد مذاقه ..

أخذ يأكل البيضة بينما يرمق باب المطبخ ويتساءل في نفسه ..

لمَ لم تأتي مثل كل يوم؟

وماذا تأكل في المطبخ ؟

في هذه الأثناء قدمت زوجته وبيدها رغيف خبز ..

كان يحاول أن ينظر لها .. هو يتمنى أن تتفوه بالسلام عليه ..

حتى يمكنه أن يعتذر لها رغم أنه يُحسُّ أنه أخطأ ليلة أمس عليها ..

رغم هذا لايريد أن يبدأ هو في الكلام أنفةً منه ..!!

وضعت الرغيف أمامه وكادت أن تفعل مثل كل يوم

أن تجلس أمامه وتتناول الإفطار معه

لكنها لم تستطع فعل ذلك فعادت من حيث أتت..!!

إلى المطبخ .. هناك حيث أكملت تنظيف بعض الأواني ..

وماهي إلا دقائق وسمعت صوت غلق الباب ..

حتى تأكدت أن زوجها قد ذهب ..

عادت سريعاً فوجدت أنه لم يشرب الحليب مثل كل يوم

والبيضه لم يأكل سوى ربعها .. !!

فقالت في نفسها ..طبعاً تريد مثل كل يوم أن أُقشِّر لك البيضة

وأقطعها لك .. لاتستاهل ماأفعله لك ..

أنت زوجٌ لاتقدر الحياة الزوجية

في هذه الأثناء جلست على الكنبه كالمنهك

وأخذت تسرح بخيالها بينما لازالت ثائرة الغضب

تجول وتصول في داخلها وبدأت تتوعد الزوج سأفعل كذا وكذا ..

لن أستقبله مثل كل يوم ..سأضع ملحاً زائداً عن كل يوم في طعامه ..

سأفعل وأفعل وأنك لا تستحق كل هذا الإهتمام منّي ..!!!!!

أسندت رأسها على الأريكه وكانت في حالة غضب لما حصل من زوجها ..

أخرجت من صدرها تنهيدة عظيمه كأنما هي من بواقي زلزال عاصف ..

ثم قامت إلى طاولة إفطار زوجها لتنظفها ..

ثم فجأة !!!!

توقفت دقات قلبها لترى ورقة صغيرة قد وُضِعت تحت رغيف الخبز ..

تناولتها بإضطراب شديد فإذا مكتوبٌ فيها ...

*
*

*
*

بسم الله الرحمن الرحيم

زوجتي الغاليه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كم كنت أتمنى أن لو لم أخرج إلا وأنا أرى تلك الإبتسامة الرائعه

التي ترسميها على ثغرك صباح كل يوم ...

إنها تمدني بالعطاء وتبقي لي الحياة سعيدة

بل إني أرى بها دنياً جميلة وهانئه ..

كم كنت أتمنى أن لو جلسنا سوياً كصباح كل يوم على طعام الإفطار

ومعها يهنأُ بالي وأسعد بحديثكِ العذب الجميل ..

زوجتي.. كلٌ يخطئ أعترف لكِ لقد أخطأتُ بحقكِ ليلةَ أمس

فإن لم تغفرلي لي الخطأ وتمسحي

لي الزلل فمن يكون إذاً أيتها السيدة الغاليه !!

لقد نالَ مني الشيطان مقصده ولا أراه إلا وقد وسوس لكِ لأنه عدوٌ لنا ..

كنت أتمنى لو قدمتُ لكِ الإعتذار ..لكن سامحيني لم أستطعْ ..

فلعل هذه الأحرف تعيد الأمل للحياة من جديد

ولعل هذه الورقه إيذاناً بفتح صفحةٍ جديدة معها عهود

ومواثيق لإبقاء الود والمحبة إلى مالا نهايه..

سأعود مبكراً هذا اليوم أتمنى أن أجد الطعام الذي أشتهيه كما تعلمين ..

التوقيع


زوجكِ المخلص

*
*

*
*

لم تتمالك الزوجة المسكينة إلا أن وقعت على الكرسي المجاور

وقد ملأت عيونها بالدموع ..

إنها دموع الحب وبصورة لا إرادية أخذت تُقَبِّل الورقة

وتبكي وتقول سامحني أرجوك سامحني لم أجهز لك طعام إفطارك مثل كل يوم ..

ومعها انقلبت 180ْ عن حالها قبل الورقة ..

فانطلقت كالنحلة تزين في فضاءها الواسع الجميل في بيتها الصغير ..

وما إن دقت الساعة الواحده والنصف إذ بالزوج يفتح الباب ويدخل ومعه هديه،

لكنه يتفاجأ بأن البيت إنقلب وكأنه حديقةغنّاء وروائحٌ جميلة

قد جهزتها الزوجةُ المخلصه .. فأقبلت إلى الزوج ومعها طفلها الصغير وقد ألبسته

أجمل ما عندها وتزينت هي بأجمل صورة مما جعل الزوج يشهق غير مصدق لما يرى فارتسمت

على الجميع إبتسامات الرضى والمحبة والصفاء والود ..

ولسان حال الزوج يقول سأغضبكِ كل يوم

وانطلقت الضحكات تملأُ العشُّ الصغير .

*
*

وقفة رقيقة :

هكذا هو الحال حين يعتذر المخطئ ..

وحين يقبل الإعتذار الطرف الثاني ..

لنحاول أن نجعل حياتنا أبسط من أي خلاف ..

فحينها سنجد حياتنا أجمل و أطيب

و سنفتح باب للسعادة و الرضى على قلوبنا و حياتنا .



 
Mr-bra

Mr-bra

طاقم الإدارة
رقم العضوية :
1
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
6459
نقاط التميز :
8835
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2008
معك حق اخي لطفي
أصبحنا نجري وراء متاع الدنيا ولا نرضى الا بما هو في مصلحتنا
وكثيرا ما نعتبر الاعتذار ذل ومهانه
عندما تجرب الاعتذار من احدهم ستعرف ما أجمل طعمه
به تمحى كل الشكوك وكل الأحقاد
موضوع قيم مشكور
 
samah

samah

عضو نشيط
رقم العضوية :
442
البلد/ المدينة :
ولاية بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
897
نقاط التميز :
1119
التَـــسْجِيلْ :
17/02/2010
الاعتذار هو فعل نبيل وكريم يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها

وهو التزام لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وعلى تطوير ذاتنا

الاعتذار فن له قواعده ومهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها

وهو ليس مجرد لطافه بل هو أسلوب تصرف

بارك الله فيك لطفي علي القصة
 
LOTFI

LOTFI

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2
البلد/ المدينة :
الوطن العربي الجريح
المُسَــاهَمَـاتْ :
7902
نقاط التميز :
11950
التَـــسْجِيلْ :
09/06/2008
شكرا لكما اختي سماح وزكريا
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
الإعتراف و الإقرار بالخطأ موقف بطولي جريء لا يفعله كثير من الناس

و الأجمل منه هو التقدم بالإعتذار و طلب الصفح من الشخص الذي أخطأت في حقه

حقيقة قصة رائعة أخي لطفي
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى