التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
ككل مرة أحب أن أشارككم مما تعلمت من الحياة ولقد عزمت أن أعطي لما نويت القيام به عنوان
1_ "مواقف وقفتني عندها الحياة" وأكيد كل موقف يحمل بين طياته مغزى بعيد
واليوم سأسطر لكم موقف من مواقفي
كان يوما من أيام شهر رمضان المعظم لهذه السنة، وكان يوما حارا جدا كنت أثناءها ذاهبة للعمل وبعدما وصلت أخذت رخصة بالخروج وذلك من أجل قضاء مصلحة ألا وهي صرف شاك نقدي من البنك، قصدت ذلك والحرارة يومها كانت لاتطاق دخلت البنك فوجدته مكتظا خاصة وأن ذلك اليوم كان يتزامن والأشخاص المتجهون لأداء فريضة العمرة، ومن محاسن الصدف لم تكن ولا إمرأة ماعدا واحدة والثانية كانت أنا والكل كان من صنف الرجال، وجدنا الكل جالس على كراسي الإنتظار وكنا نحن الإثنتان واقفتان، بقينا على هذا الحال قرابة الساعة والنصف تقريبا ولا حياة لمن تنادي فالكل جالس مرتاح ينظر إلينا ولا يبالي ولم تأخذهم فينا رأفة ولا رحمة ولم يشعرون أنهم في شهر الرحمة والخير ولم يحترموا زيارتهم لبيت الله الحرام، بقينا و بقينا مرت الساعة والنصف وبعدها تذكرت شيئا آخر أريد إنجازه قبل عودتي للعمل، فأنصرفت لحالي على أن أعود بعد خروجي من العمل تاركة ورائي المرأة لوحدها، عدت في تمام الواحدة زوالا فوجدت فوضى كثيرة في البنك والكل يتحدث عن فقدان إمرأة لوعيها بعد تعبها الشديد حينها تذكرت ماحدث صباحا لما كنت أنا وهي واقفتان مدة طويلة وتأكدت أكثر من أنها هي لما سألت العامل الموجود خلف الشباك فقال لي إنها تلك المرأة التي كانت معك في الصباح
لم أجد غير كلمة "لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" وقلت في نفسي يا سبحان الله ماهذه القلوب القاسية؟ فالبنك كان مملوء بمختلف الفئات من كبار وصغار ومن قريب وبعيد ومن عابر سبيل ومن عجم ومن عرب ومن ... فكيف لم يحن قلب واحد منهم ويتركها تجلس فيبدو أنها أطالت الوقوف بعد مغادرتي المكان
فأين القلوب الرحيمة وأين المؤمن من أخوه المؤمن فقد قال الله تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وقول الرسول عليه أفضل الصلواة وأزكى التسليم في ذلك: (لئن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له، أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا) و قوله: (ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) والغريب أن البنك كان جله ممن هم متجهون لأداء فريضة العمرة وكنا في شهر رمضان ألا يكفي هذا وأين بالله عليكم نحن من:
الصبر- اللطف والرحمة - إغاثة الملهوف - قضاء حاجات الناس - حب للأخرين ما نحبه للنفس...
لا أكذب عليكم فقد تأثرت كثيرا بالموقف وحز في نفسي ذلك وعليه تعلمت منه معنى الرحمة والشفقة والتعاون وإحساس المؤمن بأخيه حتى ولو لم يتكلم أو يطلب قضاء حاجة فلنرحم بعضنا البعض في الأرض حتى يرحمنا من في السماء
هذا حال الدنيا نتألم لنتعلم والألم نجعله سلم للإرتقاء أكثر وأكثر
أتمنى أن تستفيدوا من الموقف وإلى موقف أخر وراءه مغزى ومعنى بعيد
أختكم "التوأم" حفظها الله
عدل سابقا من قبل التوأم في الإثنين 17 ديسمبر - 0:29 عدل 3 مرات