التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
3_ من مواقف وقفتني عندها الحياة: الصحن العبرة
أغلقت النوافذ وفصلت تيار الكهرباء من موضعه وحملت محفظتي بعد إن التفت يمينا ويسارا وجلت ببصري في جل أركان مكتبي للتأكد من عدم نسياني لأي شيء قبل خروجي.
اتكلت على الله وخرجت متجهة إلى مقر سكني بعدما أمر في طريقي لاقتناء مستلزمات تخصني، كنت أمشي بخطوات متثاقلة بسبب الإرهاق والتعب ، مررت بمحل وأخذت ما يلزمني وبعدها واصلت سيري وأنا أتحدث مع نفسي في صمت .... والله ينقصني هذا وأحتاج لذلك وأنا لم أنجز هذا العمل بعد وينتظرني كذا وكذا ثم أعاود نفس الكلام مع نفسي مرارا وألوم في نفسي لتأخري على انجاز بعض الأعمال المبرمجة نظرا لضيق الوقت وكثرة المشاغل في الحياة ثم أتأسف وأتأسف على نفسي وأتأفف عليها ودون شعور مني إذا بقدمي تعثر وتبعد صحن كان أمامي، استعدت ذهني بعدما كان مشتتا وبعيدا وقلت يا رب ماذا فعلت. وأنا أنظر إلى ذلك الصحن إذا بطفلة صغيرة تحبو نحوي تحول نظري من الصحن إلى الطفلة ثم إلى أمها التي لا تبعد عن المكان كثيرا بعدها ربطت الأحداث وأدركت أن الصحن للأم وطفلتها وهي تضعه أمامها لتجمع بضع دنانير تساعد وتسد به جوعها وابنتها
في تلك اللحظة أخذتني بهما رأفة وشفقة وقلت في نفسي سبحان الله هذا عبد وذاك عبد وهذا غني وذاك فقير وذاك فرحان والآخر حزين ..... إن كل إنسان وما قسم الله له في هذه الدنيا الدانية ولكن على كل حال وفي جميع الأحوال علينا بالرضاء بما قسم لنا ربنا عزوجل والرضا كل الرضا على ما أعطانا ونطلبه وندعوه فرحمته وسعت كل شيء وخيره جزيل وعطاءه سبحانه بلا مقابل أو حدود، وسألت نفسي ما الفرق بين هذه الأم وابنتها وبيني وبن ذاك وذاك، فما نحن جميعا إلا عبادا لله خلقنا وفرق بيننا فقط بالتقوى والعمل الصالح ولكن كل وما كتب له في هذه الدنيا الفانية.
بعدها ودون شعور مني مددت يدي لمحفظتي لأقرضها ما كتب الله ولكن للأسف أرجعت يداي خاويتين لأنه لم يتبقى لي نقودا بعد شراء المستلزمات، وما كان موجود عندي حينها سوى ابتسامتي لها والدعاء بأن يرزقها من خيره الجزيل وأن يحفظ لها ابنتها من كل سوء ثم غادرت المكان.
في هذه الأثناء كان تفكيري غير التفكير الأول ففي الأول كنت ألوم نفسي وأتمنى أشياء غير موجودة عندي، أما التفكير الثاني وفي نفس اللحظة كان معاكس، فقد حمدت الله حمدا كثيرا على ما أنعم علينا من خيرات منها الرزق و البصر الصحة العقل ... واستغفرت الله خالقي على تفكيري الأول فالأم وابنتها أرسلهما الله لي في طريقي ليكونا عبرة لي وحتى لا يزيد تفكيري ويتسع في أمور أخرى من أمور الدنيا التي لا تدوم.
اللهم إنك عفوا تحب العفو فأعفوا عنا
أختكم "التوأم" حفظها الله.
أختكم "التوأم" حفظها الله.