أبو أسامة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 62084
- البلد/ المدينة :
- دائرة سبدو -تلمسان
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 931
- نقاط التميز :
- 1332
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/09/2012
قال الباحث في
المبحث الثالث
السلفية
أولا: التعريف بالجماعة:
تعتبر السلفية امتداد لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله(وان كنت لا أرى أنهم
يتبعون منهجه حقيقة)
ولد محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي النجدي (1115 – 1206 هـ) (1703 – 1791م).
ولد ببلدة العيينة القريبة من الرياض، وتلقى علومه الأولى على والده دارساً شيئاً
من الفقه الحنبلي والتفسير والحديث، حافظاً القرآن وعمره عشر سنين.
ذهب إلى مكة حاجاً، ثم سار إلى المدينة ليتزود بالعلم الشرعي، وفيها التقى بشيخه
محمد حياة السندي (تـ 1165هـ) صاحب الحاشية على صحيح البخاري وكان تأثره به
عظيماً.
عاد إلى العيينة، ثم توجه إلى العراق عام (1136هـ / 1724م) ليزور البصرة وبغداد
والموصل، وفي كل مدينة منها كان يلتقي المشايخ والعلماء ويأخذ عنهم.
غادر البصرة مضطراً إلى الأحساء، ثم إلى حريملاء حيث انتقل إليها والده الذي يعمل
قاضياً، وفيها بدأ ينشر الدعوة إلى التوحيد جاهراً بها وذلك سنة (1143هـ / 1730م)
لكنه ما لبث أن غادرها بسبب تآمر نفر من أهلها عليه لقتله.
توجه إلى العيينة وعرض دعوته على أميرها (عثمان بن معمر) الذي قام معه بهدم القبر
والقباب، وأعانه على رجم امرأة زانية جاءته معترفة بذلك.
أرسل أمير الأحساء عريعر بن دجين إلى أمير العيينة يأمره فيها بأن يمنع الشيخ عن
الدعوة، فغادر الشيخ البلدة كي لا يحرج أميرها.
توجه إلى الدرعية مقر إمارة آل سعود ونزل ضيفاً على محمد بن سويلم العريني عام
(1158هـ) حيث أقبل عليه التلامذة وأكرموه.
الأمير محمد بن سعود الذي حكم خلال الفترة (1139 – 1179هـ) علم بمقدم الشيخ فجاءه
مرحباً به وعاهده على حمايته وتأييده.
تحالف مع الأمير محمد بن سعود مواصلا دعوته ثم قام بالتعاون مع الأمير لتجهيز
المجاهدين والرجال والسلاح ودخل في صراع لنشر دعوته واستمر هذا الصراع سنين عديدة
غلب قيها النصر للشيخ حتى فتحت الرياض سنة1178ه
وبعد وفاة الشيخ واصلت الدعوة مسيرتها وساندها آل سعود بقوة حتى فتحوا الحجاز
خاف الاستعمار البريطاني من انتشار الدعوة فعمل على إسقاطها عن طريق
1- تأليب المعادين للدعوة من أهل البدع التي حاربها محمد عبد الوهاب
2- الوقيعة بينها وبين الدولة العثمانية مما أدى إلى حروب انتهت بسقوطها(لمزيد من
التفاصيل يمكن الرجوع الى كتاب الدولة العثمانية للدكتور الصلابي)
قامت بعد ذلك الدولة السعودية الثانية وأسقطها ابرهم باشا ابن محمد علي ثم قامت
الدولة الثالثة على يد الأمير عبد العزيز وبدعم من الوهابين
ولقد أخذت السلفية أشكال كثيرة وصور متعددة من اشهرها جماعة أنصار السنة
وقد أسسها الشيخ محمد حامد الفقى سنة 1926ه وكان أهم مقاصدها:
1-دعوة الناس إلى التوحيد الخالص
2-إرشاد الناس إلى اخذ الدين من القران والسنة
3- الدعوة إلى حب الرسول حبا صادقا
4- الدعوة إلى محاربة البدع
5- إرشاد الناس إلى وجوب الأخذ بمذهب السلف في الصفات
وكانت وسائل هذة الجماعة :
الدعوة إلى المؤتمرات, محو الأمية,رعاية الأعضاء وأسرهم,طباعة الكتب المؤيدة للسف
والحقيقة أن هناك العديد من الجماعات يسمون أنفسهم بالسلفيين (وفي رأي أن اغلبهم
لا يستقي فكره حقيقة من الشيخ محمد عبد الوهاب بحيث لا يراعون الظروف التي نشأت
الدعوة فيها هناك)
أهم صفات الجماعة:
1-الاهتمام بمحاربة البدع مثل بناء القبور ونحو ذلك
2-اهتمامهم بمسألة الصفات
3-الاهتمام بتصفية الأحاديث وفصل الصحيح عن الضعيف
4-اهتمامهم بقضايا فقهية فرعية مثل النقاب
5- اهتمامهم بالهدي الظاهر مثل اللحية والثوب ونحو ذلك
6-الأولية عندهم لطلب العلم الشرعي والتبحر فيه
7-رفضهم لفكرة إنشاء جماعات إسلامية واعتبارها بدعة مفرقة
8- رفضهم للدخول في العملية السياسية (وهذا مخالف لمنهج الشيخ محمد عبد الوهاب)
9- هجوهم الغير منطقي على الأشاعرة والماتردية واعتبارهم خارجين على أهل السنة
والجماعة
ثانيا:التقييم:
الايجابيات:
كان للشيخ محمد عبد الوهاب دور لاينكر في محاربة البدع التي انتشرت في عهده وان
تميز أسلوبه بالعنف في مقاومتها وليس سبيل الإقناع لمن يقومون بها
و أفادت الدعوة الإسلامية الكثير في جانب تحقيق الأحاديث وفصل الصحيح عن الضعيف
ومن اشهر علمائها في هذا المجال الشيخ الألباني رحمة الله عليه
النقد المنهجي لهذا الاتجاه:
وهنا سأقوم بعرض نهج السلفيون بنظرة بحثية ونقدية مستندا في رأي إلى:
1-بعض محتويات شبكة الانترنت
2-كتاب السلف والسلفيون رؤية من الداخل لمحمد إبراهيم العسعسي
3-كتاب الطريق الى جماعة المسلمين
4-كتاب الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية لدكتور أمين صادق
5- مشاهداتي لواقعهم في حقل الدعوة
فالمشاهد لواقع من يسمون أنفسهم بالسلفيين(لا اقصد التحقير) يرى الكثير من العجب
فلم يكن من المنتظر أن يأتي يوم يخرج فيه شيوخ السلفيون اغلب العاملون على الساحة
الإسلامية من دائرة السلف ولهذا فأننا سنحلل الدعوة السلفية من خلال عدة نقاط
1-مصطلح السلفية
جاء رجل إلى الإمام مالك فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسالة أجعلك حجة بيني
وبين الله عز وجل، قال مالك: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، سل. قال: مَن
أهل السنة؟. قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به"
لقد حارب السلفيون كثيرا اللافتات التي يرفعها العاملون للإسلام (مدعين إنها سبب
للفرقة) واعتبروها بدعة على الرغم من أهم الآن يستخدمون مصطلح السلفية كلافته لهم
إن لم يكن بلسان المقال فبلسان الحال
أولا:الأصل في التسمية:
1-مسلمون ولسنا سلفيون
قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج،
ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) ا لأية (ا لحج: 78) إذن فالأصل أن
نسمى مسلمين لا سلفيين
3- على منهج السلف ولسنا سلفيون
كما علمنا فان الأصل في التسمية هي المسلمين ولكن مع انتشار البدع أعلن أهل السنة
تمسكهم بالسنة على منهج السلف (القرون الأولى ) فنحن لم نرى ابن حجر أو الذهبي أو
ابن تيمية يقولون أنهم سلفيون بل قالوا أنهم على منهج السلف
3-على منهج السلف شرعة ومنهاجاً، لا في الفروع والفتاوى
إذ لم يعد من المعقول أن نرى يوميْا فتوى في أمر فرعي وتوصف بأنها إجماع الأمة
وسوف نفصل لاحقا في الجانب الفقهي
ثانيا: لنفترض شرعية الاسم فطبقا لمفهومهم أصبح من الواجب تتركه لأنه أصبح لافته
لهم يفرق على أساسها بين المسلمين تفريقا عقائدياْ
2- العقيدة
مقدمة منقولة من كتاب" السلف والسلفيون رؤية من الداخل لمحمد إبراهيم
العسعسي"
"ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" (النحل:
36) "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا
فاعبدون" (الأنبياء:25)
1- العقيدة أولاً، نعم.. لأن بداية الأنبياء عليهم السلام كانت بها، وبداية محمد
صلى الله عليه وسلم كانت بها، ولأن منطق البناء يقتضي أن يكون البدء بالأساس،
والعقيدة هي الأساس. ومن المعلوم أن شعار عقيدة الإسلام وأسسها، ومنطلقَها هو التوحيد
متمثلا بلا إله إلا الله. فبهذه الكلمة تُصلحُ انحرافاتُ العباد وضلالاتهم، وبها
تُؤسس المفاهيم السليمة المستقيمة. وهذا ما حصل، فلقد واجه وعالج النبي صلى الله
عليه وسلم بهذه الكلمة انحرافاتِ عصره عن العقيدة الحقَة. وذلك لأن لهذه الكلمةِ
مراتب، كُل مرتبة تواجه وتعالج انحرافا معينا، أي أنَها تنقضه وتعرضُ بديله، ولقد
شرحت آياتُ القرآن الكريم، وأحاديث النبيً صلى الله عليه وسلم مراتبَ هذه ا لكلمة،
وهي:
1-إثبات وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته.
2-أن هذا الإله سبحانه هو وحده الخالق المتصرف في شؤون البشر.
3-أن هذا الإله سبحانه هو وحده المستحق للعبادة، والأتباع، والطاعة والخضوع...
ولقد عرض النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد بمراتبه كلها، لأنه صلى الله عليه وسلم
يؤسًس لعقيدة جديدة، ولأن الانحرافات في عصره كانت متعددة الأوجه. لكننا نعلم من
آي القران الحكيم، ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن التركيز الأكبر كان على
المرتبة الأخيرة، وهي استحقاقه وحده سبحانه! للعبادة والخضوع والطاعة والأتباع،
وذلك لأنَ الانحراف الأكبر والمهم كان في هذه المرتبة، ولأن المراتب قبلها داخلة
فيها، والإيمان بها يستلزم ها جميعا.
ولقد فهم كفار قريش لا إله إلا الله كما ينبغي لها أن تُفهم، فهموا أنَ الله
موجود، وهذا أمر كانت تؤمن به أغلبيتُهم، وفهموا أنَ الله خالق متصرف رازق....
الخ، وهذا أمر كانت تؤمن به أغلبيتهم أيضا، وفهموا أن الخضوع والإتباع والطاعة يجب
أن تختصً بالله وحده، ولكنه فهم لم يناسبهم فرفضوه، وقاوموا الدعوة لأجله.! وهكذا
كان أقوام الأنبياء السابقين، فلقد رفض السابقون - ولا زال الناس فيه كذلك -
اختصاصَ اللهِ بالحكم والتشريع، فقضية الأنبياء مع أقوامهم كانت في توحيد
الألوهية، وبعبارة أخرى -إن شئت -: كان الصراعُ قائما حول النسبةِ المسموح
بإعطائها لله سبحانه ليتدخل في الأرض، فأعداء التوحيد يصرون على بقاء الرب في
السماء، والأنبياء يصرون على أنه سبحانه: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)
(الزخرف:84)
إذن كان الانحراف الرئيس عند شركي ذاك الزمان في توحيد الألوهية، وهو التوحيد الذي
وُسِمُوا بالشرك لعدم تحقيقهم له، فهو لب العقيدة الإسلامية؟ وهدفُها ا لأساسي.
فكيف كان منهجُ سلف الصالح في عرض العقيدة؟.
كان منهجُهم يتمثل عرض لا إله إلا الله بشموليتها وبمراتبها، وبكل مقتضياتها، مع
تركيزهم على ما ركز الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه، أعني توحيدَ
الألوهية، لإدراكهم أنه مفتاحُ الدخول في الإسلام، في حين قد يظنُ كثيراً من الناس
أن توحيد الربوبية هو المفتاح مع العلم أن توحيد الربوبية أمره بين، فالذي يُنكر
تفرُد الله سبحانه بفعل من أفعاله يكفر عند صبيان المسلمين، أما توحيدُ الألوهية
فقد ينحرف فيه الإنسانُ وهو يظن أنَه يُحسِن صنعا. هكذا كان منهجهم في الظرف
الطبيعي دعوة وتعليما.
فكيف كان منهجهم عند سماعهم بانحراف ما؟ ذلك يعتمد على إدراكهم لواقع ذلك
الانحراف، فإذا أدركوه عالجوه بلا إله إلا الله، ومراتبها ومقتضياتها المتعلقة
بذلك الانحراف، بل كنت تجدهم إذا خشوا انتشار بدعةٍ عقدية في المجتمع يجعلونها
شغلهم الشاغل، وهمهم الوحيد، ومقياسهم في الانتساب إلى أهل السنة، موالين ومعادين
على أساسها .
وهذا يفسر لك - عزيزي القارئ - تركيزَ الأئمة على مسائل بعينها في مراحل التاريخ
المختلفة، والامتحان بها.
فلا تتعجب إذا وجدت كتابا في العقيدة لا يتكلم إلا في مسائل الصفات، أو القدر
والإرجاء، أو كتابا لا يتحدث إلاَ في مسائل الكلام ومتعلقا ته، فهنا الكتب لا تمثل
كل العقيدة، وإنما تمثل القضايا المثارة في تلك الأزمان.
وبعد هذا ندرك لماذا ركز السلفُ في مرحلة معينة على مسائل الصفات، وجعلوها
المعيار، حتى ليعتقد الدارسُ أنًها مفتاحُ الإسلام، ومقياسُ الولاء والبراء
لقد كان من فقه السلف أنهم تجاوبوا مع حاجات واقعهم، وتفاعلوا معه، وكانوا بالفعل
- أبناء عصرهم.
وعندما تقرأ كلاما لابن تيميه رحمه الله يقول فيه: "وقد يراد به أهلَ الحديث
والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله تعالى". ويقول: "إن
القرآن غير مخلوق، وإن الله يُرى في الآخرة* ويُثبت القدر وغير ذلك من الأصول
المعروفة عند أهل الحديث والسنة "، تدرك أن ابن تيميه رحمه الله يتكلم عن
مسائل أثيرت في عصرٍ من العصور، حتى لقد أصبح مصطلح أهل السنة والحديث لا يُطلق
إلا على من يُثبت الأصول المذكورة، وبالطبع ليست هذه المسائل هي وحدها التي يُعرف
بها أهلُ الحديث والسنة، وإنما الكلام عن مرحلة معينة، وموضوع محدد.
إن كل مصطلح تسمى به أهلُ السنة إنَما كان في مواجهة انحراف معين، فهم أهل السنة
في مقابلة أهل البدع والمقالات المحدثة، كالشيعة والخوارج، وهم أهل الحديث في
مقابلة التوسع في الأخذ بالرأي، وهم أهل الإثبات في مقابلة أهل التأويل... وإنه
ونتيجة لظروف تاريخية خاصة صار يتبادر إلى الذهن عند سماع لفظ السلف مسائل الأسماء
والصفات، من كلام، ورؤية... الخ، أي أنَ هذه المسائل غَدَت فاصلاً بين السلف
والخلف. وبهذا اختلط التاريخي المؤقت المرتبط بظرف خاص، بالشرعي العام المطرد
الشامل. انتهى كلام الكاتب
ولكن كيف تعامل السلفيون مع مسال العقيدة؟
جعلوا الأسماء والصفات والقبور مساوية للتوحيد ومن لم يأخذ برأيهم فهو فاسد
العقيدة ودأبوا على إثارة موضوع الصفات على الرغم من انه ليس بحل جدل في هذا العصر
إلا عندما أعادوا هم فتح هذا الموضوع وارجع إلى فتاوى بن تيمية لتعرف حرمة البدا
بمفتاحة العوام في هذه المواضيع ذلك عندما اتهمه البعض انه أثار البلبلة بفتح هذه
المواضيع فقال "وأما قول القائل :لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها فانا ما
فاتحت عاميا في ذلك قط"
وهو القائل أيضا "أنا ما بغيت على احد ولاقت لأحد وافقني على اعتقادي ولا
أكرهت احد بقولا ولا عمل بل ما كتبت في ذلك قط إلا أن يكون جواب استفتاء بعد إلحاح
السائل واحتراقه و كثرة مرجعته ولا عادتي مخاطبة الناس في ذلك ابتدآ"
وهنا أليس من حقنا أن نسال (أليس الحكم بغير ما انزل الله من الطواغيت التي يجب
تغيرها ) أليس هذا من العقيدة فأين هم من ذلك ؟
لقد اجبرنا السلفيون على العيش في زمان احمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد
الوهاب
رأيناهم يخرجون هذا من عقيد أهل السنة والجماعة لأنه اشعري وذاك ماتردي
وذاك...............
فهل هذه حقيقة لا اله إلا الله
3- الجرح والتعديل:
قال الإمام الذهبى عن علم الجرح والتعديل علم توقف على رأس المائة الثالثة
ولكن للأسف لم يع السلفيون هذا المبدأ وها نحن نرى لان طائفة من علمائهم (ربيع
المدخلى ومقبل الوادعي)
لا يتوقفون عن إطلاق التسميات العجيبة على العلماء فهذا (سروري,إخواني,إخواني
قبوري, عقلاني..........) وهذا شيخ مبتدع وذلك فاسد العقيدة وهذا لا تأخذ فتواه
وذاك كذا وذاك كذا .......
ولا حول ولا قوة إلا بالله
4- الفقه
يتعامل "السلفيون" مع مسائل الفقه كما يتعامل المسلمون مع قوله تعالى:
(أفي الله شك) (إبراهيم:10)، فالرأي الذي يَرونَه هو الرأي، والقاعدة عندهم معكوسة
منكوسة، فرأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب!.
فقد أولو جل اهتمامهم بالفرعيات الفقه (اللحية والإسبال والموسيقى والنقاب ونحوه)
وعى الرغم من ظهور بعض الأبحاث علمائهم تقول بعدم فرضية اللحية وعدم محرومية
الموسيقى (يمكن الرجوع في هذا الى كتب الشيخ عبدالله يوسف الجديع) وعدم فرضية
النقاب (للالباني) أقول على الرغم من هذا فما زالو يهاجمون مخالفيهم بشدة
ظاهرة أخيرة، وهي تصدر الأصاغر للفتيا، وهجومهم على التصنيف! وقد قال ابن مسعود
رضي الله عنه: "لن يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا اًتاهم
عن أصاغرهم فقد هلكوا".
قال أحمد رحمه الله: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناسَ على مذهب ولا يُشدد
عليهم
قال ابن تيمية رحمه الله: "والواجب على الناس إتباع ما بعث الله به رسوله،
وأما إذا خالف قولَ بعض الفقهاء، ووافق قول بعض آخرين، لم يكن لأحد أن يُلزمه بقول
المخالِف، ويقول: هذا خالف الشرع"
قال سفيان رحمه الله: "إذا رأيتَ الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلِفَ فيه وأنت
ترى غيره فلا تنههُ
5- قضية التغيير
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال: 39)
(فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً) (الفرقان: 52)
كيف يكون سلفياً من لا يرى الحكم بغير ما أنزل الله طغيانا
1- كيف سيستأنف "السلفيون، الحياة الإسلامية؟
سؤال لا يعرف احد إجابته ولا عجب فالسلفيون لا يحملون منهج للتغير وليسوا منظمين
بشكل يسمح لهم العمل المثمر وأصبح كل هدفهم تصحيح الأحاديث ونحوه وليت الأمر اقتصر
على هذا ولكنهم قامو ب:
- تشويه منهج السلف والانحراف به عن طبيعته الجادة، من خلال وصفه ببعده عن السياسة
وافتخار بذلك.
- نبذ المتمسكين بمنهج السلف، الملتزمين بأصول أهل السنة، بألقاب ليست مطابقة
للواقع فهذا عقلاني، وذاك تحريري، وثالث سروري، ورابع: خارجي وخامس: من جماعات
الغلو،
- ومما يبعث بالعجب أنهم يدعون حبهم لهم (بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب) كان لهم
دور واضح في الاعتراض على فساد الحكم ونحوه
6- السلفيون" وفقه الواقع
- كنا نعتقد أنَ قضية إدراك الواقع، قضية منتهية، قد حَسَمَها الحسّ الإسلامي منذ
نزل القرآن، إذ يدرك العقل المسلم أن فقه الواقع أحدُ شرطي الانتهاء إلى حكم شرعي،
فبما أن الأحكام الشرعية تتعلق بالحياة كلها، وبما أن المسلم مخاطب بعمارة الأرض،
وبما أن المسلم ملتزم باستبانة سبيل المجرمين، لكل ذلك فإن فقه الواقع قضية محسومة
- وأسأل مرة أخرى: لحساب من؟ لحساب من يراد من "السلفية" أن تقبع في
القبور... لحساب من يراد من.. السلفية أن تتحول إلى دار نشر؟ توظف مجموعة من
الكتبة الذين يحترفون تحقيق رسائل، جهلها لا يضر وعلمها لا ينفع، رسائل لا يخرج
تداولها عند التدقيق عن كونه تجارة ورق ؟.
لحساب من يراد "للسلفية" أن تبقى محصورة في تصفية الأحاديث؟ وإلى متى؟
- مشكلة "السلفيين" وغيرهم، أنهم يلحقون واقعنا بواقع السلف، فيتعاملون
مع حكام هذا الزمان، كما تعامل السلف مع حكامهم، ويسقطون النصوص النبوية التي
تتحدث عن الحكام الظالمين، على واقعنا نحن حيث الفساد
ونعود إلى السؤال السابق وهو:
كيف سيستأنف السلفيون "الحياة ا لإسلامي؟
في الحقيقة، لا يوجد منهج واضح، يبينون فيه حتى على طريقتهم - كيف سيستأنفون
الحياة الإسلامية.
والمتوفر بين أيدينا أساسان يذكرهما "السلفيون " كثيراً،هما:
1-التصفية والتنقية لحقيقة الإسلام …- العودة بالأمة إلى العقيدة الحقة الصافية .
2-التربية والإعداد والالتزام بأحكام الإسلام المستمدة من هذه العقيدة ...
وكما ترى فان هذين الأساسين لا يكفيان في توضيح الكيفية. فإلى متى ستستمر التصفية
والتنقية، علماً بأن التصفية غدت مهنة يؤكل من ورائها، ولم تعد هدفاً دعوياً
يُتحرك به بين الناس
وإذا أراد "السلفيون" استئناف الحياة الإسلامية - حقيقة لا دعوى- فإنهم
مطالبون بتحديد موقفهم مما يلي:
- بأي شيء يبدؤون! أو ما هو فقههم للأوليات؟.
- ما وهو وصفهم للواقع؟ أو ما هي أحكام الديار عندهم ؟
- ما هو فهمهم لتوحيد الألوهية؟ وما هو موقفهم من المنحرف فيه؟.
- ما هي أنواع الطاغوت؟. وما هو مقتضى الكفر به؟.
وليكونوا حريصين عند الإجابة، على بيان موقف السلف الحقيقي منها؟ نسأل الله لنا
ولهم الهداية
7- (خلاصة الراي) وسأورد الآن رأي الأستاذ صادق أمين الذي اتخذه رأي شخصيا لي
1-كون الجماعة لا تمثل حركة ذات منهج في التربية والتكوين
2- كون الجماعة ليس لها أهداف مرحلية محددة
3-عدم وجود تنظيم
4-اعتبارهم للنظام بدعة عصرية
5- اعتبارهم للبيعة عند الإخوان بدعة عصرية .
و إلى فرصة أخرى مع الحلقة الرابعة
المبحث الثالث
السلفية
أولا: التعريف بالجماعة:
تعتبر السلفية امتداد لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله(وان كنت لا أرى أنهم
يتبعون منهجه حقيقة)
ولد محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي النجدي (1115 – 1206 هـ) (1703 – 1791م).
ولد ببلدة العيينة القريبة من الرياض، وتلقى علومه الأولى على والده دارساً شيئاً
من الفقه الحنبلي والتفسير والحديث، حافظاً القرآن وعمره عشر سنين.
ذهب إلى مكة حاجاً، ثم سار إلى المدينة ليتزود بالعلم الشرعي، وفيها التقى بشيخه
محمد حياة السندي (تـ 1165هـ) صاحب الحاشية على صحيح البخاري وكان تأثره به
عظيماً.
عاد إلى العيينة، ثم توجه إلى العراق عام (1136هـ / 1724م) ليزور البصرة وبغداد
والموصل، وفي كل مدينة منها كان يلتقي المشايخ والعلماء ويأخذ عنهم.
غادر البصرة مضطراً إلى الأحساء، ثم إلى حريملاء حيث انتقل إليها والده الذي يعمل
قاضياً، وفيها بدأ ينشر الدعوة إلى التوحيد جاهراً بها وذلك سنة (1143هـ / 1730م)
لكنه ما لبث أن غادرها بسبب تآمر نفر من أهلها عليه لقتله.
توجه إلى العيينة وعرض دعوته على أميرها (عثمان بن معمر) الذي قام معه بهدم القبر
والقباب، وأعانه على رجم امرأة زانية جاءته معترفة بذلك.
أرسل أمير الأحساء عريعر بن دجين إلى أمير العيينة يأمره فيها بأن يمنع الشيخ عن
الدعوة، فغادر الشيخ البلدة كي لا يحرج أميرها.
توجه إلى الدرعية مقر إمارة آل سعود ونزل ضيفاً على محمد بن سويلم العريني عام
(1158هـ) حيث أقبل عليه التلامذة وأكرموه.
الأمير محمد بن سعود الذي حكم خلال الفترة (1139 – 1179هـ) علم بمقدم الشيخ فجاءه
مرحباً به وعاهده على حمايته وتأييده.
تحالف مع الأمير محمد بن سعود مواصلا دعوته ثم قام بالتعاون مع الأمير لتجهيز
المجاهدين والرجال والسلاح ودخل في صراع لنشر دعوته واستمر هذا الصراع سنين عديدة
غلب قيها النصر للشيخ حتى فتحت الرياض سنة1178ه
وبعد وفاة الشيخ واصلت الدعوة مسيرتها وساندها آل سعود بقوة حتى فتحوا الحجاز
خاف الاستعمار البريطاني من انتشار الدعوة فعمل على إسقاطها عن طريق
1- تأليب المعادين للدعوة من أهل البدع التي حاربها محمد عبد الوهاب
2- الوقيعة بينها وبين الدولة العثمانية مما أدى إلى حروب انتهت بسقوطها(لمزيد من
التفاصيل يمكن الرجوع الى كتاب الدولة العثمانية للدكتور الصلابي)
قامت بعد ذلك الدولة السعودية الثانية وأسقطها ابرهم باشا ابن محمد علي ثم قامت
الدولة الثالثة على يد الأمير عبد العزيز وبدعم من الوهابين
ولقد أخذت السلفية أشكال كثيرة وصور متعددة من اشهرها جماعة أنصار السنة
وقد أسسها الشيخ محمد حامد الفقى سنة 1926ه وكان أهم مقاصدها:
1-دعوة الناس إلى التوحيد الخالص
2-إرشاد الناس إلى اخذ الدين من القران والسنة
3- الدعوة إلى حب الرسول حبا صادقا
4- الدعوة إلى محاربة البدع
5- إرشاد الناس إلى وجوب الأخذ بمذهب السلف في الصفات
وكانت وسائل هذة الجماعة :
الدعوة إلى المؤتمرات, محو الأمية,رعاية الأعضاء وأسرهم,طباعة الكتب المؤيدة للسف
والحقيقة أن هناك العديد من الجماعات يسمون أنفسهم بالسلفيين (وفي رأي أن اغلبهم
لا يستقي فكره حقيقة من الشيخ محمد عبد الوهاب بحيث لا يراعون الظروف التي نشأت
الدعوة فيها هناك)
أهم صفات الجماعة:
1-الاهتمام بمحاربة البدع مثل بناء القبور ونحو ذلك
2-اهتمامهم بمسألة الصفات
3-الاهتمام بتصفية الأحاديث وفصل الصحيح عن الضعيف
4-اهتمامهم بقضايا فقهية فرعية مثل النقاب
5- اهتمامهم بالهدي الظاهر مثل اللحية والثوب ونحو ذلك
6-الأولية عندهم لطلب العلم الشرعي والتبحر فيه
7-رفضهم لفكرة إنشاء جماعات إسلامية واعتبارها بدعة مفرقة
8- رفضهم للدخول في العملية السياسية (وهذا مخالف لمنهج الشيخ محمد عبد الوهاب)
9- هجوهم الغير منطقي على الأشاعرة والماتردية واعتبارهم خارجين على أهل السنة
والجماعة
ثانيا:التقييم:
الايجابيات:
كان للشيخ محمد عبد الوهاب دور لاينكر في محاربة البدع التي انتشرت في عهده وان
تميز أسلوبه بالعنف في مقاومتها وليس سبيل الإقناع لمن يقومون بها
و أفادت الدعوة الإسلامية الكثير في جانب تحقيق الأحاديث وفصل الصحيح عن الضعيف
ومن اشهر علمائها في هذا المجال الشيخ الألباني رحمة الله عليه
النقد المنهجي لهذا الاتجاه:
وهنا سأقوم بعرض نهج السلفيون بنظرة بحثية ونقدية مستندا في رأي إلى:
1-بعض محتويات شبكة الانترنت
2-كتاب السلف والسلفيون رؤية من الداخل لمحمد إبراهيم العسعسي
3-كتاب الطريق الى جماعة المسلمين
4-كتاب الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية لدكتور أمين صادق
5- مشاهداتي لواقعهم في حقل الدعوة
فالمشاهد لواقع من يسمون أنفسهم بالسلفيين(لا اقصد التحقير) يرى الكثير من العجب
فلم يكن من المنتظر أن يأتي يوم يخرج فيه شيوخ السلفيون اغلب العاملون على الساحة
الإسلامية من دائرة السلف ولهذا فأننا سنحلل الدعوة السلفية من خلال عدة نقاط
1-مصطلح السلفية
جاء رجل إلى الإمام مالك فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسالة أجعلك حجة بيني
وبين الله عز وجل، قال مالك: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، سل. قال: مَن
أهل السنة؟. قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به"
لقد حارب السلفيون كثيرا اللافتات التي يرفعها العاملون للإسلام (مدعين إنها سبب
للفرقة) واعتبروها بدعة على الرغم من أهم الآن يستخدمون مصطلح السلفية كلافته لهم
إن لم يكن بلسان المقال فبلسان الحال
أولا:الأصل في التسمية:
1-مسلمون ولسنا سلفيون
قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج،
ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) ا لأية (ا لحج: 78) إذن فالأصل أن
نسمى مسلمين لا سلفيين
3- على منهج السلف ولسنا سلفيون
كما علمنا فان الأصل في التسمية هي المسلمين ولكن مع انتشار البدع أعلن أهل السنة
تمسكهم بالسنة على منهج السلف (القرون الأولى ) فنحن لم نرى ابن حجر أو الذهبي أو
ابن تيمية يقولون أنهم سلفيون بل قالوا أنهم على منهج السلف
3-على منهج السلف شرعة ومنهاجاً، لا في الفروع والفتاوى
إذ لم يعد من المعقول أن نرى يوميْا فتوى في أمر فرعي وتوصف بأنها إجماع الأمة
وسوف نفصل لاحقا في الجانب الفقهي
ثانيا: لنفترض شرعية الاسم فطبقا لمفهومهم أصبح من الواجب تتركه لأنه أصبح لافته
لهم يفرق على أساسها بين المسلمين تفريقا عقائدياْ
2- العقيدة
مقدمة منقولة من كتاب" السلف والسلفيون رؤية من الداخل لمحمد إبراهيم
العسعسي"
"ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" (النحل:
36) "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا
فاعبدون" (الأنبياء:25)
1- العقيدة أولاً، نعم.. لأن بداية الأنبياء عليهم السلام كانت بها، وبداية محمد
صلى الله عليه وسلم كانت بها، ولأن منطق البناء يقتضي أن يكون البدء بالأساس،
والعقيدة هي الأساس. ومن المعلوم أن شعار عقيدة الإسلام وأسسها، ومنطلقَها هو التوحيد
متمثلا بلا إله إلا الله. فبهذه الكلمة تُصلحُ انحرافاتُ العباد وضلالاتهم، وبها
تُؤسس المفاهيم السليمة المستقيمة. وهذا ما حصل، فلقد واجه وعالج النبي صلى الله
عليه وسلم بهذه الكلمة انحرافاتِ عصره عن العقيدة الحقَة. وذلك لأن لهذه الكلمةِ
مراتب، كُل مرتبة تواجه وتعالج انحرافا معينا، أي أنَها تنقضه وتعرضُ بديله، ولقد
شرحت آياتُ القرآن الكريم، وأحاديث النبيً صلى الله عليه وسلم مراتبَ هذه ا لكلمة،
وهي:
1-إثبات وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته.
2-أن هذا الإله سبحانه هو وحده الخالق المتصرف في شؤون البشر.
3-أن هذا الإله سبحانه هو وحده المستحق للعبادة، والأتباع، والطاعة والخضوع...
ولقد عرض النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد بمراتبه كلها، لأنه صلى الله عليه وسلم
يؤسًس لعقيدة جديدة، ولأن الانحرافات في عصره كانت متعددة الأوجه. لكننا نعلم من
آي القران الحكيم، ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن التركيز الأكبر كان على
المرتبة الأخيرة، وهي استحقاقه وحده سبحانه! للعبادة والخضوع والطاعة والأتباع،
وذلك لأنَ الانحراف الأكبر والمهم كان في هذه المرتبة، ولأن المراتب قبلها داخلة
فيها، والإيمان بها يستلزم ها جميعا.
ولقد فهم كفار قريش لا إله إلا الله كما ينبغي لها أن تُفهم، فهموا أنَ الله
موجود، وهذا أمر كانت تؤمن به أغلبيتُهم، وفهموا أنَ الله خالق متصرف رازق....
الخ، وهذا أمر كانت تؤمن به أغلبيتهم أيضا، وفهموا أن الخضوع والإتباع والطاعة يجب
أن تختصً بالله وحده، ولكنه فهم لم يناسبهم فرفضوه، وقاوموا الدعوة لأجله.! وهكذا
كان أقوام الأنبياء السابقين، فلقد رفض السابقون - ولا زال الناس فيه كذلك -
اختصاصَ اللهِ بالحكم والتشريع، فقضية الأنبياء مع أقوامهم كانت في توحيد
الألوهية، وبعبارة أخرى -إن شئت -: كان الصراعُ قائما حول النسبةِ المسموح
بإعطائها لله سبحانه ليتدخل في الأرض، فأعداء التوحيد يصرون على بقاء الرب في
السماء، والأنبياء يصرون على أنه سبحانه: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)
(الزخرف:84)
إذن كان الانحراف الرئيس عند شركي ذاك الزمان في توحيد الألوهية، وهو التوحيد الذي
وُسِمُوا بالشرك لعدم تحقيقهم له، فهو لب العقيدة الإسلامية؟ وهدفُها ا لأساسي.
فكيف كان منهجُ سلف الصالح في عرض العقيدة؟.
كان منهجُهم يتمثل عرض لا إله إلا الله بشموليتها وبمراتبها، وبكل مقتضياتها، مع
تركيزهم على ما ركز الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه، أعني توحيدَ
الألوهية، لإدراكهم أنه مفتاحُ الدخول في الإسلام، في حين قد يظنُ كثيراً من الناس
أن توحيد الربوبية هو المفتاح مع العلم أن توحيد الربوبية أمره بين، فالذي يُنكر
تفرُد الله سبحانه بفعل من أفعاله يكفر عند صبيان المسلمين، أما توحيدُ الألوهية
فقد ينحرف فيه الإنسانُ وهو يظن أنَه يُحسِن صنعا. هكذا كان منهجهم في الظرف
الطبيعي دعوة وتعليما.
فكيف كان منهجهم عند سماعهم بانحراف ما؟ ذلك يعتمد على إدراكهم لواقع ذلك
الانحراف، فإذا أدركوه عالجوه بلا إله إلا الله، ومراتبها ومقتضياتها المتعلقة
بذلك الانحراف، بل كنت تجدهم إذا خشوا انتشار بدعةٍ عقدية في المجتمع يجعلونها
شغلهم الشاغل، وهمهم الوحيد، ومقياسهم في الانتساب إلى أهل السنة، موالين ومعادين
على أساسها .
وهذا يفسر لك - عزيزي القارئ - تركيزَ الأئمة على مسائل بعينها في مراحل التاريخ
المختلفة، والامتحان بها.
فلا تتعجب إذا وجدت كتابا في العقيدة لا يتكلم إلا في مسائل الصفات، أو القدر
والإرجاء، أو كتابا لا يتحدث إلاَ في مسائل الكلام ومتعلقا ته، فهنا الكتب لا تمثل
كل العقيدة، وإنما تمثل القضايا المثارة في تلك الأزمان.
وبعد هذا ندرك لماذا ركز السلفُ في مرحلة معينة على مسائل الصفات، وجعلوها
المعيار، حتى ليعتقد الدارسُ أنًها مفتاحُ الإسلام، ومقياسُ الولاء والبراء
لقد كان من فقه السلف أنهم تجاوبوا مع حاجات واقعهم، وتفاعلوا معه، وكانوا بالفعل
- أبناء عصرهم.
وعندما تقرأ كلاما لابن تيميه رحمه الله يقول فيه: "وقد يراد به أهلَ الحديث
والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله تعالى". ويقول: "إن
القرآن غير مخلوق، وإن الله يُرى في الآخرة* ويُثبت القدر وغير ذلك من الأصول
المعروفة عند أهل الحديث والسنة "، تدرك أن ابن تيميه رحمه الله يتكلم عن
مسائل أثيرت في عصرٍ من العصور، حتى لقد أصبح مصطلح أهل السنة والحديث لا يُطلق
إلا على من يُثبت الأصول المذكورة، وبالطبع ليست هذه المسائل هي وحدها التي يُعرف
بها أهلُ الحديث والسنة، وإنما الكلام عن مرحلة معينة، وموضوع محدد.
إن كل مصطلح تسمى به أهلُ السنة إنَما كان في مواجهة انحراف معين، فهم أهل السنة
في مقابلة أهل البدع والمقالات المحدثة، كالشيعة والخوارج، وهم أهل الحديث في
مقابلة التوسع في الأخذ بالرأي، وهم أهل الإثبات في مقابلة أهل التأويل... وإنه
ونتيجة لظروف تاريخية خاصة صار يتبادر إلى الذهن عند سماع لفظ السلف مسائل الأسماء
والصفات، من كلام، ورؤية... الخ، أي أنَ هذه المسائل غَدَت فاصلاً بين السلف
والخلف. وبهذا اختلط التاريخي المؤقت المرتبط بظرف خاص، بالشرعي العام المطرد
الشامل. انتهى كلام الكاتب
ولكن كيف تعامل السلفيون مع مسال العقيدة؟
جعلوا الأسماء والصفات والقبور مساوية للتوحيد ومن لم يأخذ برأيهم فهو فاسد
العقيدة ودأبوا على إثارة موضوع الصفات على الرغم من انه ليس بحل جدل في هذا العصر
إلا عندما أعادوا هم فتح هذا الموضوع وارجع إلى فتاوى بن تيمية لتعرف حرمة البدا
بمفتاحة العوام في هذه المواضيع ذلك عندما اتهمه البعض انه أثار البلبلة بفتح هذه
المواضيع فقال "وأما قول القائل :لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها فانا ما
فاتحت عاميا في ذلك قط"
وهو القائل أيضا "أنا ما بغيت على احد ولاقت لأحد وافقني على اعتقادي ولا
أكرهت احد بقولا ولا عمل بل ما كتبت في ذلك قط إلا أن يكون جواب استفتاء بعد إلحاح
السائل واحتراقه و كثرة مرجعته ولا عادتي مخاطبة الناس في ذلك ابتدآ"
وهنا أليس من حقنا أن نسال (أليس الحكم بغير ما انزل الله من الطواغيت التي يجب
تغيرها ) أليس هذا من العقيدة فأين هم من ذلك ؟
لقد اجبرنا السلفيون على العيش في زمان احمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد
الوهاب
رأيناهم يخرجون هذا من عقيد أهل السنة والجماعة لأنه اشعري وذاك ماتردي
وذاك...............
فهل هذه حقيقة لا اله إلا الله
3- الجرح والتعديل:
قال الإمام الذهبى عن علم الجرح والتعديل علم توقف على رأس المائة الثالثة
ولكن للأسف لم يع السلفيون هذا المبدأ وها نحن نرى لان طائفة من علمائهم (ربيع
المدخلى ومقبل الوادعي)
لا يتوقفون عن إطلاق التسميات العجيبة على العلماء فهذا (سروري,إخواني,إخواني
قبوري, عقلاني..........) وهذا شيخ مبتدع وذلك فاسد العقيدة وهذا لا تأخذ فتواه
وذاك كذا وذاك كذا .......
ولا حول ولا قوة إلا بالله
4- الفقه
يتعامل "السلفيون" مع مسائل الفقه كما يتعامل المسلمون مع قوله تعالى:
(أفي الله شك) (إبراهيم:10)، فالرأي الذي يَرونَه هو الرأي، والقاعدة عندهم معكوسة
منكوسة، فرأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب!.
فقد أولو جل اهتمامهم بالفرعيات الفقه (اللحية والإسبال والموسيقى والنقاب ونحوه)
وعى الرغم من ظهور بعض الأبحاث علمائهم تقول بعدم فرضية اللحية وعدم محرومية
الموسيقى (يمكن الرجوع في هذا الى كتب الشيخ عبدالله يوسف الجديع) وعدم فرضية
النقاب (للالباني) أقول على الرغم من هذا فما زالو يهاجمون مخالفيهم بشدة
ظاهرة أخيرة، وهي تصدر الأصاغر للفتيا، وهجومهم على التصنيف! وقد قال ابن مسعود
رضي الله عنه: "لن يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا اًتاهم
عن أصاغرهم فقد هلكوا".
قال أحمد رحمه الله: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناسَ على مذهب ولا يُشدد
عليهم
قال ابن تيمية رحمه الله: "والواجب على الناس إتباع ما بعث الله به رسوله،
وأما إذا خالف قولَ بعض الفقهاء، ووافق قول بعض آخرين، لم يكن لأحد أن يُلزمه بقول
المخالِف، ويقول: هذا خالف الشرع"
قال سفيان رحمه الله: "إذا رأيتَ الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلِفَ فيه وأنت
ترى غيره فلا تنههُ
5- قضية التغيير
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال: 39)
(فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً) (الفرقان: 52)
كيف يكون سلفياً من لا يرى الحكم بغير ما أنزل الله طغيانا
1- كيف سيستأنف "السلفيون، الحياة الإسلامية؟
سؤال لا يعرف احد إجابته ولا عجب فالسلفيون لا يحملون منهج للتغير وليسوا منظمين
بشكل يسمح لهم العمل المثمر وأصبح كل هدفهم تصحيح الأحاديث ونحوه وليت الأمر اقتصر
على هذا ولكنهم قامو ب:
- تشويه منهج السلف والانحراف به عن طبيعته الجادة، من خلال وصفه ببعده عن السياسة
وافتخار بذلك.
- نبذ المتمسكين بمنهج السلف، الملتزمين بأصول أهل السنة، بألقاب ليست مطابقة
للواقع فهذا عقلاني، وذاك تحريري، وثالث سروري، ورابع: خارجي وخامس: من جماعات
الغلو،
- ومما يبعث بالعجب أنهم يدعون حبهم لهم (بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب) كان لهم
دور واضح في الاعتراض على فساد الحكم ونحوه
6- السلفيون" وفقه الواقع
- كنا نعتقد أنَ قضية إدراك الواقع، قضية منتهية، قد حَسَمَها الحسّ الإسلامي منذ
نزل القرآن، إذ يدرك العقل المسلم أن فقه الواقع أحدُ شرطي الانتهاء إلى حكم شرعي،
فبما أن الأحكام الشرعية تتعلق بالحياة كلها، وبما أن المسلم مخاطب بعمارة الأرض،
وبما أن المسلم ملتزم باستبانة سبيل المجرمين، لكل ذلك فإن فقه الواقع قضية محسومة
- وأسأل مرة أخرى: لحساب من؟ لحساب من يراد من "السلفية" أن تقبع في
القبور... لحساب من يراد من.. السلفية أن تتحول إلى دار نشر؟ توظف مجموعة من
الكتبة الذين يحترفون تحقيق رسائل، جهلها لا يضر وعلمها لا ينفع، رسائل لا يخرج
تداولها عند التدقيق عن كونه تجارة ورق ؟.
لحساب من يراد "للسلفية" أن تبقى محصورة في تصفية الأحاديث؟ وإلى متى؟
- مشكلة "السلفيين" وغيرهم، أنهم يلحقون واقعنا بواقع السلف، فيتعاملون
مع حكام هذا الزمان، كما تعامل السلف مع حكامهم، ويسقطون النصوص النبوية التي
تتحدث عن الحكام الظالمين، على واقعنا نحن حيث الفساد
ونعود إلى السؤال السابق وهو:
كيف سيستأنف السلفيون "الحياة ا لإسلامي؟
في الحقيقة، لا يوجد منهج واضح، يبينون فيه حتى على طريقتهم - كيف سيستأنفون
الحياة الإسلامية.
والمتوفر بين أيدينا أساسان يذكرهما "السلفيون " كثيراً،هما:
1-التصفية والتنقية لحقيقة الإسلام …- العودة بالأمة إلى العقيدة الحقة الصافية .
2-التربية والإعداد والالتزام بأحكام الإسلام المستمدة من هذه العقيدة ...
وكما ترى فان هذين الأساسين لا يكفيان في توضيح الكيفية. فإلى متى ستستمر التصفية
والتنقية، علماً بأن التصفية غدت مهنة يؤكل من ورائها، ولم تعد هدفاً دعوياً
يُتحرك به بين الناس
وإذا أراد "السلفيون" استئناف الحياة الإسلامية - حقيقة لا دعوى- فإنهم
مطالبون بتحديد موقفهم مما يلي:
- بأي شيء يبدؤون! أو ما هو فقههم للأوليات؟.
- ما وهو وصفهم للواقع؟ أو ما هي أحكام الديار عندهم ؟
- ما هو فهمهم لتوحيد الألوهية؟ وما هو موقفهم من المنحرف فيه؟.
- ما هي أنواع الطاغوت؟. وما هو مقتضى الكفر به؟.
وليكونوا حريصين عند الإجابة، على بيان موقف السلف الحقيقي منها؟ نسأل الله لنا
ولهم الهداية
7- (خلاصة الراي) وسأورد الآن رأي الأستاذ صادق أمين الذي اتخذه رأي شخصيا لي
1-كون الجماعة لا تمثل حركة ذات منهج في التربية والتكوين
2- كون الجماعة ليس لها أهداف مرحلية محددة
3-عدم وجود تنظيم
4-اعتبارهم للنظام بدعة عصرية
5- اعتبارهم للبيعة عند الإخوان بدعة عصرية .
و إلى فرصة أخرى مع الحلقة الرابعة