التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
تاريخ "التوأم" الحقيقي
قيل لي ذات يوم ما اسمك؟ ومن هو أباك وما هو أصلك وما هو عنوانك أو بالأحرى أقرئي لنا تاريخك من البداية إلى النهاية ولا تنسي أن تخبرينا من هو معلمك؟
فقلت في نفسي كيف أقرأ لهم تاريخي من البداية إلى النهاية وأنا لم أدرك النهاية بعد ولكن سأجيب عن تساؤلاتهم وسأكون أذكى منهم بحيث سأقرأ لهم الكتابة بالمقلوب وعليهم هم أن يدركوا المعنى الحقيقي لتاريخي من البداية إلى النهاية.
وقفت وقفة العازم المتمكن الشجاع نعم سأجيب عن أسئلتكم دون تردد شريطة أن يكون ذلك بالمقلوب:
___ أنا التوأم والتوأم كتاب مفتوح صفحاته بيضاء قلبه طيب سخي وكريم لأبعد الحدود، متسامح، ذا بال وصدر رحب وواسع سعة البحر، إنسان جدي لا يحب الشخصية الغامضة بتاتا ويحب الصراحة ولو كانت مرة.
___ اسمي الحقيقي هو الإنسان: والإنسان هو الجسد والروح، وهو من أكرم المخلوقات، ولقد خلقه الله تعالى من أجل عبادته ولكي يرث الأرض ويعمرها، هذا الإنسان هو كائن حي يمشي على قدمين وهو من الثدييات الرئيسية، كما أنه خلق خلافا لبقية الحيوانات على الأرض، دماغه عالي التطور قادر على التفكير المجرد، يمكنه استخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي الذاتي وإعطاء الحلول للمشاكل التي يواجهها، يستطيع أيضا توظيف قدراته العقلية والجسمية لصناعة الأدوات التي يحتاجها.
والإنسان هو كائن اجتماعي بطبعه فريد بارع في استخدام نظم التواصل للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والتنظيم، يتميز بحسه الجمالي وتقديره وتذوقه للجمال، كما أنه يمتاز بالفضول والتبصر مما أدى به إلى الاختراع.
___ أما أبي فهو سيدنا آدم عليه السلام: وهو أول مخلوق من البشر خلقه الله وخلق حواء من ضلعه الأيسر ووضعه في الأرض لقوله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة".
فقد خلق الله تعالى السموات والأرض ثم جمع ملائكته وأخبرهم بخبر عظيم إنه خبر خليفة هذا الأرض، الذي هو خلق آدم عليه السلام، بحيث كرمه الله تعالى بأن سواه ثم نفخ فيه من روحه، ثم علمه الأسماء كلها ثم جمع الله تعالى الملائكة وإبليس وأمرهم بالسجود له تكريما وتعظيما لخلق الله تعالى حينها سجدت الملائكة امتثالا لأمر الله تعالى لأنهم لا يعصون له أمرا لكن إبليس أبى واستكبر وقال كيف أسجد لمن خلق من طين وأنا خلقت من نار فأنا خير منه، وبفعلته هذه استحق الطرد من رحمة الله واللعنة إلى يوم الدين.
فهل ترون مكانة أبينا آدم عند الله وملائكته، ولقد اغتاظ إبليس مما حدث له ورأى بأن يغوي أبينا آدم ويجعله يعصي الله تعالى حتى يطرد هو أيضا من رحمته عزوجل ولكن كيف له ذلك؟
والله سبحانه وتعالى يحذرنا من شر هذا اللعين وقد قص علينا في القرآن قصة سيدنا آدم عليه السلام حتى تكون عبرة لنا جميعا فنبتعد من خطوات الشيطان الرجيم كي نفوز وننعم بجنة النعيم.
___أما أصلي فهو من التراب: والتراب منها خلقت وإليها أعود ومنها خرجت فارغ وإليه سأعود محمل بالكثير الحسن والسيئ، لقوله تعالى: "منها خلقناكم ومنها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
والتراب هي مانعم من أديم الأرض، وهي عبارة عن مادة حية تدب فيها الحياة مع أننا لا نراها ولكن العلماء يقولون أن التراب ضروري جدا لكثير من الكائنات على وجه الأرض، ولولا التراب لم يكن للحياة أن تنشأ أصلا على وجه هذه الأرض، كما أنها جزء الأرض السطحي والصالح لأن يكون مهدا للنباتات.
___أما عنواني فهو كوكب الأرض: وهي ثالث كوكب المجموعة الشمسية بعدا عن الأرض بعد عطارد والزهرة، وتعتبر أكبر الكواكب الأرضية في النظام الشمسي، وذلك من حيث قطرها وكتلتها وتعتبر الأرض مسكنا لملايين الكائنات الحية بما فيها الإنسان الذي هو أنا وأنتم جميعا، وهي المكان الوحيد المعروف بوجود حياة عليه في الكون، والأرض كوكب صغير نسبيا لكنه أكبر الكواكب الداخلية وخامس أكبر كوكب في النظام الشمسي، وهو بشكل لا يُصدّق يضم كل مقومات الحياة من (ماء وهواء وأرض) تحت غلافه الجوي الرقيق الذي يفصلنا عن الفراغ الفضائي.
___ تاريخي: كان الليل قد أرخى سدوله والكل نام ماعدا السهران والمريض وأهل القيام وما إلى ذلك من أهل الليل فجأة أحست المسكينة الولود بألم فضيع و ذلك من بداية النهار تقريبا وكان قاسيا يكاد يقبض أنفاسها، كانت حينها ليلة شتاء باردة وزادها بردا تلك الأمطار الغزيرة التي كانت تتساقط، خرجت وهي تتألم ومن حرارة الألم جلس وسط الدار غير المغطى والمطر يتساقط عليها، في تلك اللحظة كانت بمشيئة الله ساعة ميلادي التي اعتبرها ساعة مباركة بتساقط الأمطار، شبعت حينها بردا وشبعت عوما في مياه المطر كما روت لي المسكينة والتي كانت تظنني أنني مت من قساوة البرد ولكن الله شاء لي أن أعيش وأسطر تاريخي هذا لكم.
سمع الجميع بميلادي فعمت الفرحة أرجاء البيت بقدوم مولود ثان جديد، حدد يوم السبوع كما هو معروف عندنا ومن عاداتنا وتقاليدنا، كان حفلا كبيرا بقدوم جميع العائلة من بعيد أو قريب والأحباب والجيران سميت حينها من طرف جدتي لأبي بـ: "التوأم"
كبرت التوأم وككل البشر كبر معها فرحها وحزنها فالدنيا معها تارة هيض وتارة غيض إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم وهي تكتب لكم هذه الكلمات عن تاريخها، فهذه هي بدايتي ولكن يا ترى كيف سأسطر لهم خاتمتي وأنا لم أدركها كما قلت أعلاه بعد.
لاعلينا سأتأمل خيرا والمؤمن دائما يتفاءل بالخير وبما أنكم سألتموني عن معلمي فمنه سأتعلم وبه سأقتدي فاعلة كل ما بوسعي أن أمشى على خطاه عليه وعلى أنبياء الله أفضل الصلوات وأزكى التسليم، آملة أن أدرك المنى والخير والرضا داعية ربي أن تكون خاتمتي مقبولة أنا وعامة المسلمين أمين وعلى كتاب الله وسنته.
والرسول صلى الله عليه وسلم هو مرشدنا ومعلمنا خير العلوم منها الدينية والدنيوية وهو أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، يعود نسبه إلى سادة مكة وأعرق قبائلها، اسمه محمد مشتق من المصدر حمد، والناس منذ زمانه وحتى هذه اللحظة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يصلون عليه مرات عديدة في اليوم والليلة صلى الله عليه وسلم، كان يؤمن بأن الله عزوجل هو المعبود دون شريك وكان يطبق جميع التعاليم الدينية كما فعل الأنبياء من قبله.
لم يتصرف عليه الصلاة والسلام كما لو كان أعظم أو أحسن من الآخرين على الرغم من مكانته، فلم يشعر الناس أبدا أنهم ضعفاء أو غير مرغوب فيهم، وكان يتجاوز مع صحابته للعيش على نحو طبيعي وبتواضع، كان يحب الصدقة خاصة للفقراء واليتامى والمساكين بدون التفكير في أي مقابل، وكان يأكل القليل والبسيط من الطعام، كما أنه كان ينام على فراش متواضع على الأرض ولم تكن لديه ثياب كثيرة، كان يحي الآخرون بعبارة السلام عليكم لأن السلام هو أعظم شيء في هذا الوجود، كانت الأخلاق الحميدة بالنسبة إليه ثوابت يجب الالتزام بها وكان يحي الناس بلطف ويظهر الاحترام لمن هو أكبر منه سنا، كل كلامه وتصرفاته والتي تجدها ضمن سنته المطهرة تدل على عظمته ونبله وعطفه وإنسانياته وروح دعابته وعلى سمو الإحساس الذي كان لديه تجاه جميع الأشخاص وخاصة تجاه أسرته.
ومن الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلا في كل أموره وأحواله في حله وترحاله في حريته وسلمه في جوعه وعطشه إذ كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء.
نعم إنه التفاؤل ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم ويرفعون به رءوسهم فهو نور وقت شدة الظلام ومخرج وقت اشتداد الأزمات ومتنفس وقت ضيق الكربات وفيه تحل المشكلات وتفك المعضلات وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفاءل وتعلق برب الأرض والسموات فجعل الله له من كل المكائد والشرور والكرب فرجا ومخرجا.
وبهذا ومن اليوم وصاعدا سأكثر من الدعاء لأنال الرضا والقبول من الله وللجميع بظهر الغيب.
أدعوه سبحانه وتعالى اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير عملنا يوم نلقاه، وأن يختم لنا ولكافة المسلمين والمسلمات بالسعادة والغفران...
بعد هذا كله نظر إلي السائلون وقالوا لي اللهم أمين ولكن نحن لم نطلب منك كل هذا فقلت لهم أنتم سألتم وأنا من الأول وافقت بشرط أن أقرأ لكم تاريخي بالمقلوب فهذه هي حروفي وعليكم أنتم وضع النقاط .
وقفوا وانصرفوا والكل متعجب من سر إجابتي فإن قالوا لم تجب يكونون غير محقين وإن قالوا أجابت يكونون بإجابتي غير مقتنعين لأنني بصراحة أردت أن أعطيهم تاريخ التوأم الحقيقي.
أختكم "التوأم"