موج البحر
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- القل
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 108
- نقاط التميز :
- 242
- التَـــسْجِيلْ :
- 20/03/2014
الحنين يموت تحت الصقيع
تواجدنا في محطة القطار الرابض على سكة مياه البحار , يبدو من ملامحها أنها شرقية بمسحة غربية , على كتفها الأيسر تحمل حقيبة يدوية , تميل كلما مالت , مع طول خصلات شعرها الذهبية , ..
*- عفوا سيدتي ألك أن تهديني طريقا سويا...
شملتني بنظرة ازدراء واحتقار وسوء نية...
فهمت منها كل حرف لم تنطقه بالفرنسية...
وصبرت حتى أتوغل في أدغال هذه البلية....
*- قالت: أنا لا أفهمك ..تكلم بلغة فصيحة عربية....
ضاعت الكلمات مني وتبخرت ونسيت الهوية.....
*- قلت: سيدتي من أنت؟.. أأنت شرقية أم مغربية.....؟
*- قالت: أنا.... تأمّل وجهي جيدا أنا المنسية .....
*- قلت: لا أفهمك ... أو أني كنت ضالا غبيا......
*- قالت: أترافقني لنتناولا قهوة قدسية.....
*- قلت: لي شرف أن أرافق سيدة مثلك بهية......
*- قالت: لا تعجل إني هنا في انتظار بريد المنية...
*- قلت: وما بريد المنية؟
*- قالت: هذا عنواني وهذا لساني أراك غدا عشية...
ثم ارتمت في بطن البحار عفوا أقصد القطار , وبقيت أنا في حيرة متسائلا. من هي؟
وكان اليوم الثاني , وكنت في الموعد لقاء بها تلك الأمسية...
تفضل سيد.......؟
عجبت كيف عرفت اسمي الذي افتقدته منذ صرت ضحية , دلفت البهو بخطوات حذرة وبنظرات ثاقبة خشية أن تكون وراء الستار أجساد خفية , أو أذان للكلام واعية ...
وبادرتني بفنجان القهوة القدسية تفوح منه روائح تحمل لمسات عربية ... وقالت:
خذ راحتك أنا هنا معك فوجهتنا لنفس القضية....
عندها تأكدت أن سري أمسى مفضوحا لولا ابتساماتها الذكية....
انطلق لساني ...شد كياني.. ذابت أحزاني حين كشفت عن حقيقتها إنها جزائرية ...
*- قالت: هيا لندقق في الأمر , ونتعمق مليا في الأثر ...من قتل حبيبي.....؟ودسه تحت الصقيع
جانب هذا النهر .....إني لأحن لكلامه .. ولأجن من نظراته .. إنه وفي للوطن وأنا كنت له لزاما عهدا وفية.....
*- قلت: لنبدأ المشوار بحثا عن مسامير قصعة الدار بهدوء وروية....
*- قالت : هل لك أن تعاهدني ..؟
*- قلت: على ما أعاهدك يا أخية....؟
*- قالت: على رسلك إن دق جرس الباب فأنا هي...
*- قلت: ماذا.......؟
*- قالت : هذه أولى الخطوات يا ابن العربية ....
ومر من الزمن اثنان وثلاثون سنة , ومن عمري مر الستون عاما لم أعرف من أنا ولا من هي؟... وتبقى الحكاية ذات فصول غير منتهية....
موج البحر
-
تواجدنا في محطة القطار الرابض على سكة مياه البحار , يبدو من ملامحها أنها شرقية بمسحة غربية , على كتفها الأيسر تحمل حقيبة يدوية , تميل كلما مالت , مع طول خصلات شعرها الذهبية , ..
*- عفوا سيدتي ألك أن تهديني طريقا سويا...
شملتني بنظرة ازدراء واحتقار وسوء نية...
فهمت منها كل حرف لم تنطقه بالفرنسية...
وصبرت حتى أتوغل في أدغال هذه البلية....
*- قالت: أنا لا أفهمك ..تكلم بلغة فصيحة عربية....
ضاعت الكلمات مني وتبخرت ونسيت الهوية.....
*- قلت: سيدتي من أنت؟.. أأنت شرقية أم مغربية.....؟
*- قالت: أنا.... تأمّل وجهي جيدا أنا المنسية .....
*- قلت: لا أفهمك ... أو أني كنت ضالا غبيا......
*- قالت: أترافقني لنتناولا قهوة قدسية.....
*- قلت: لي شرف أن أرافق سيدة مثلك بهية......
*- قالت: لا تعجل إني هنا في انتظار بريد المنية...
*- قلت: وما بريد المنية؟
*- قالت: هذا عنواني وهذا لساني أراك غدا عشية...
ثم ارتمت في بطن البحار عفوا أقصد القطار , وبقيت أنا في حيرة متسائلا. من هي؟
وكان اليوم الثاني , وكنت في الموعد لقاء بها تلك الأمسية...
تفضل سيد.......؟
عجبت كيف عرفت اسمي الذي افتقدته منذ صرت ضحية , دلفت البهو بخطوات حذرة وبنظرات ثاقبة خشية أن تكون وراء الستار أجساد خفية , أو أذان للكلام واعية ...
وبادرتني بفنجان القهوة القدسية تفوح منه روائح تحمل لمسات عربية ... وقالت:
خذ راحتك أنا هنا معك فوجهتنا لنفس القضية....
عندها تأكدت أن سري أمسى مفضوحا لولا ابتساماتها الذكية....
انطلق لساني ...شد كياني.. ذابت أحزاني حين كشفت عن حقيقتها إنها جزائرية ...
*- قالت: هيا لندقق في الأمر , ونتعمق مليا في الأثر ...من قتل حبيبي.....؟ودسه تحت الصقيع
جانب هذا النهر .....إني لأحن لكلامه .. ولأجن من نظراته .. إنه وفي للوطن وأنا كنت له لزاما عهدا وفية.....
*- قلت: لنبدأ المشوار بحثا عن مسامير قصعة الدار بهدوء وروية....
*- قالت : هل لك أن تعاهدني ..؟
*- قلت: على ما أعاهدك يا أخية....؟
*- قالت: على رسلك إن دق جرس الباب فأنا هي...
*- قلت: ماذا.......؟
*- قالت : هذه أولى الخطوات يا ابن العربية ....
ومر من الزمن اثنان وثلاثون سنة , ومن عمري مر الستون عاما لم أعرف من أنا ولا من هي؟... وتبقى الحكاية ذات فصول غير منتهية....
موج البحر
-