عماد الدين علاق
طاقم الكتاب الحصريين
- رقم العضوية :
- 39830
- البلد/ المدينة :
- زريبة الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 2299
- نقاط التميز :
- 3257
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/03/2012
الجزء 3
سكت علي قليلا ، أخذ نفسا
عميقا وقال: وهو يروي ما حدث له وما فعل .
في تلك الليلة الأخيرة قبل يوم الزفاف ،حين أنهيت المكالمة معك ، زارني صديق قديم من المنطقة الجنوبية ، استقبلته و قدمت له العشاء .....
بعد ذلك قال لي أريد النوم ، فأنا متعب من السفر، فأخذته إلى إحدى الغرف ، وأنا قررت أن أخذ حماما ساخنا قبل النوم ،وكانت الساعة آنذاك الواحدة ، وحينما كنت أستحم ، شممت
رائحة الدخان ، فخرجت لأرى ما يحدث ،فإذ بي أجد أنّ النّار قد اشتعلت في البيت ! لم أدر ما أفعل ،لأنّ النّار كانت تحيط بي من كل الجوانب، وحين أردت الخروج من الباب ، اشتعلت النار
بجسدي ! فتحت الباب بصعوبة ، و ركضت خارجا كالمجنون بسبب الألم الذي أحسست به ،لأنّ جسدي صار حينها كومة نار مشتعلة ، وللأسف لم أستطع مساعدة صديقي الذي مات هناك
محترقا ... قاطعته نورا قائلة : إذن الرجل الذي مات هناك هو صديقك؟! وماذا عن عائلته؟!!
_ ما من عائلة له ،إنّه يتيم تربى في دار الرعاية ، ولا أحد يسأل عنه لذا دفن على أنّه أنا ..! لسوء حظي
_ وماذا عنك أنت ماذا حلّ بك ؟؟
_ قلت لكِ أن لا تقاطعيني حتى أكمل كلامِي ولكن أنتِ ... ماذا أقول لكِ ! .. أرجوك لا تقاطعيني فهناك شيء آخر ،هناك ما هو أسوء ...!
_ اعذرني لن أقاطعك .. سأسكت ... هيا أكمل
_لمّا خرجت من البيت ،رأيت مراد يركب سيارته مع رجل غريب لا أعرفه ، لم يرني فقد كان يهمُّ
بالرحيل ، لمّا رأيته ،خفت فذهبت إلى طبيب أعرفه في المدينة ،وهو الذي أخذني إلى المستشفى ،بقيت هناك مدة شهر يعالجني من الحروق ،لم أخبر أحدا ،وحين خرجت
من هناك، ذهبت إلى بيت خالتي التي لم تتذكرني ، أخبرتها القصة فوعدتني بالمساعدة، لكن للأسف توفيت بعد أسابيع ، أخذت القليل من المال الذي تركته لي ، ثمّ ذهبت
إلى فندق صغير، بقيت هناك أفكر وأفكر ماذا أفعل بحياتي ، إلى أن قابلت صدفة ذلك الرجل الذي رأيته مع مراد ،تحدثت معه ،ومن ثم أخذته معي إلى الشاطئ ليلاً تحت
تهديد السلاح ،و قتلته هناك .. ثمّ رميت بالجثة في البحر ... صرخت نورا قائلة : قتلته .... !! ولكن لما قتلته ؟؟!!
وضع علي يده على فمها وقال :أتريدين أن تفضحيني ! ما بك أين وعدك لي بالصمت !؟؟
أبعدت يده عن فمها وقالت: أتقتل ؟! وتريدني أن أسكت يا علي؟!! لا .. لن أسكت ..
_ لقد قتلوا صديقي وأرادوا قتلي ... وأخذوا منّي زوجتي ، أجل لقد قتلتهما ، ومراد أيضا قتلته، أخذته إلى الشاطئ بعد أسابيع من قتل خادمه ، حين علمت أنّه سيتزوج زوجتي الحبيبة ، أنت ......
لقد تخلصت من جثته بحرقها ورميها في البحر، حدث هذا في الشاطئ الصغير الذي يبعد عن المدينة ساعة ونصف ،أنت تعرفين ذلك الشاطئ ....
_ أتسخر منّي !!؟ أنا لا أعرف ما يبعد عن البيت بربع ساعة ،فكيف لي أعرف ذلك الشاطئ ؟!!
_لا يهم إن كنت تعرفين الشاطئ أم لا ،ولكن اسمعي لا أحد يعرف من أنا كما قلت لك ، لقد أصبحت صاحب الشركة ، والمال صار ملكي ،فقبل أن أقتل مراد أجبرته على تسليمي
كل شيء ، والآن سنعيش بسعادة ، أنا وأنتِ فقط ،أمّا أبوك فلن يتحكم بك بعد اليوم ..!
وقفت نورا فجأةً وقالت : حين أحببتك كنت مختلفا..! تزوجتك’ وأحببت فيك ما لا يوجد في أبي واخوتي و مراد .. لأنّك لم تكن مثلهم ،كنت إنسانا محبا وحنونا ،والآن أنت أكثر منهم ... مجرم ... قاتل ..
وأنا لا أستطيع أن أبقى معك دقيقة !! ولن أعيش تحت رحمتك أبدا ، ولن أكون زوجتك بعد الآن ،فأنت قتلت رجلين، والله حرم قتل النفس بغير حق ...
وقف علي ، أمسك بها من ذراعها وقال : لم أقتلهما بلا حق ، لقد حققت العدالة ،حكمت عليهما بالموت مثلما فعلا معي ، وأنا لست نادما ،سكت قليلا ثم صاح مهددا : إيّاك ثمّ إيّاك إخبار أحدا
واضح ؟؟! أنا سأنكر كل شيء وسأتهمك بالجنون ...
_ أتهددني؟! ما بالك يا رجل أهذه هي حقيقتك ؟!! ماذا عن كلمات الحب التي أطربت بها أذني ليلة أمس ؟!! أين ذهبت ؟! قل لي ..
_ أنا حقا أحبك، لذا أخبرتك الحقيقة كما هي ، لم أخفي عنك شيئا ، ظنّا مني أنّك تحبيني يا زوجتي... لكن أنت لم تحبيني يوما !
_ أتريد إسكاتي بالحب ؟!!
لا وألف لا .. أنت أكثر قساوة من أبي واخوتي ...!! وأنا اليوم لم أعد أحبك يا زوجي العزيز ! بل إنني أكره نفسي لأنّني أحببتك ،ولأنني سمحت لقلبي أن ينشد اسمك وأن
يغنّي على أطلال حبك المزعوم لشهور!!! اليوم ’أنا نادمة على تلك الدموع التي أذرفتها عليك ، ظنًّا مني أنك ميت، ودفنوك تحت التراب ..
اسمع يا علي ! قبل شهور كنت أرملتك ....
والآن أصبحت سجينة بين يديك !
لا أدري كيف سمحت لك ب .. !!
ابتسمت ساخرة وأكملت قائلة : بالأمس سخرت مني .. رفضت أن تخبرني الحقيقة حينها ،أخفيت عنّي كل شيء ، تلاعبت بمشاعري ، لن ارضخ لك أبدا.. لن أكون لعبة بين يديك ، سئمت من سجن الرجال..!! سئمت وانتهى كل شيء، ولا أريد أن أكون زوجتك بعد الآن .. طلقني .....!!
_ ماذا تقصدين بهذا الكلام ؟؟؟
فتحت باب الغرفة وصارت تصرخ قائلة : أبي ، أبي اسمع .. إنّ مراد ليس مراد ...! إنّه علي....زوجي علي لم يمت ! و ضع قناعا و....... !!
أسرع الأب والإخوة لسماع كلامها غير المفهوم ، وقالوا ماذا تقصدين يا نورا... !!؟ لم نفهم شيئا من كلامك ..
_ إنّه رجل مخادع و قاتل ..إنه زوجي الميت علي ...!!
تدخل علي ،اقترب منها ، صفعها على وجهها وقال لها : اسكتي يا مجنونة ..! لما تكذبين ؟!
هذه ادعاءات كاذبة منك ، نظر إلى الأب و قال :سيدي الحاج ! أريد مالي ! أريد أن تدفع لي ديوني ! لأنّ ابنتك مريضة ومجنونة ، وأنا لا أستطيع العيش معها ...!!
صرخ الأب قائلا : نورا عودي إلى رشدك .. ادخلي غرفتك وكفي عن قول السخافات.....!!
_ صدقني يا أبي ، إنه قاتل .. ! إنه زوجي الأول علي وليس مراد .!! أشار الأب بيده إلى غرفتها و قال: أطيعي زوجك و اذهبي معه ....
صرخت _ أجل يا أبي، إنه زوجي، زوجي ... لكن ليس مراد بل علي .... علي ...
سكت علي قليلا ، أخذ نفسا
عميقا وقال: وهو يروي ما حدث له وما فعل .
في تلك الليلة الأخيرة قبل يوم الزفاف ،حين أنهيت المكالمة معك ، زارني صديق قديم من المنطقة الجنوبية ، استقبلته و قدمت له العشاء .....
بعد ذلك قال لي أريد النوم ، فأنا متعب من السفر، فأخذته إلى إحدى الغرف ، وأنا قررت أن أخذ حماما ساخنا قبل النوم ،وكانت الساعة آنذاك الواحدة ، وحينما كنت أستحم ، شممت
رائحة الدخان ، فخرجت لأرى ما يحدث ،فإذ بي أجد أنّ النّار قد اشتعلت في البيت ! لم أدر ما أفعل ،لأنّ النّار كانت تحيط بي من كل الجوانب، وحين أردت الخروج من الباب ، اشتعلت النار
بجسدي ! فتحت الباب بصعوبة ، و ركضت خارجا كالمجنون بسبب الألم الذي أحسست به ،لأنّ جسدي صار حينها كومة نار مشتعلة ، وللأسف لم أستطع مساعدة صديقي الذي مات هناك
محترقا ... قاطعته نورا قائلة : إذن الرجل الذي مات هناك هو صديقك؟! وماذا عن عائلته؟!!
_ ما من عائلة له ،إنّه يتيم تربى في دار الرعاية ، ولا أحد يسأل عنه لذا دفن على أنّه أنا ..! لسوء حظي
_ وماذا عنك أنت ماذا حلّ بك ؟؟
_ قلت لكِ أن لا تقاطعيني حتى أكمل كلامِي ولكن أنتِ ... ماذا أقول لكِ ! .. أرجوك لا تقاطعيني فهناك شيء آخر ،هناك ما هو أسوء ...!
_ اعذرني لن أقاطعك .. سأسكت ... هيا أكمل
_لمّا خرجت من البيت ،رأيت مراد يركب سيارته مع رجل غريب لا أعرفه ، لم يرني فقد كان يهمُّ
بالرحيل ، لمّا رأيته ،خفت فذهبت إلى طبيب أعرفه في المدينة ،وهو الذي أخذني إلى المستشفى ،بقيت هناك مدة شهر يعالجني من الحروق ،لم أخبر أحدا ،وحين خرجت
من هناك، ذهبت إلى بيت خالتي التي لم تتذكرني ، أخبرتها القصة فوعدتني بالمساعدة، لكن للأسف توفيت بعد أسابيع ، أخذت القليل من المال الذي تركته لي ، ثمّ ذهبت
إلى فندق صغير، بقيت هناك أفكر وأفكر ماذا أفعل بحياتي ، إلى أن قابلت صدفة ذلك الرجل الذي رأيته مع مراد ،تحدثت معه ،ومن ثم أخذته معي إلى الشاطئ ليلاً تحت
تهديد السلاح ،و قتلته هناك .. ثمّ رميت بالجثة في البحر ... صرخت نورا قائلة : قتلته .... !! ولكن لما قتلته ؟؟!!
وضع علي يده على فمها وقال :أتريدين أن تفضحيني ! ما بك أين وعدك لي بالصمت !؟؟
أبعدت يده عن فمها وقالت: أتقتل ؟! وتريدني أن أسكت يا علي؟!! لا .. لن أسكت ..
_ لقد قتلوا صديقي وأرادوا قتلي ... وأخذوا منّي زوجتي ، أجل لقد قتلتهما ، ومراد أيضا قتلته، أخذته إلى الشاطئ بعد أسابيع من قتل خادمه ، حين علمت أنّه سيتزوج زوجتي الحبيبة ، أنت ......
لقد تخلصت من جثته بحرقها ورميها في البحر، حدث هذا في الشاطئ الصغير الذي يبعد عن المدينة ساعة ونصف ،أنت تعرفين ذلك الشاطئ ....
_ أتسخر منّي !!؟ أنا لا أعرف ما يبعد عن البيت بربع ساعة ،فكيف لي أعرف ذلك الشاطئ ؟!!
_لا يهم إن كنت تعرفين الشاطئ أم لا ،ولكن اسمعي لا أحد يعرف من أنا كما قلت لك ، لقد أصبحت صاحب الشركة ، والمال صار ملكي ،فقبل أن أقتل مراد أجبرته على تسليمي
كل شيء ، والآن سنعيش بسعادة ، أنا وأنتِ فقط ،أمّا أبوك فلن يتحكم بك بعد اليوم ..!
وقفت نورا فجأةً وقالت : حين أحببتك كنت مختلفا..! تزوجتك’ وأحببت فيك ما لا يوجد في أبي واخوتي و مراد .. لأنّك لم تكن مثلهم ،كنت إنسانا محبا وحنونا ،والآن أنت أكثر منهم ... مجرم ... قاتل ..
وأنا لا أستطيع أن أبقى معك دقيقة !! ولن أعيش تحت رحمتك أبدا ، ولن أكون زوجتك بعد الآن ،فأنت قتلت رجلين، والله حرم قتل النفس بغير حق ...
وقف علي ، أمسك بها من ذراعها وقال : لم أقتلهما بلا حق ، لقد حققت العدالة ،حكمت عليهما بالموت مثلما فعلا معي ، وأنا لست نادما ،سكت قليلا ثم صاح مهددا : إيّاك ثمّ إيّاك إخبار أحدا
واضح ؟؟! أنا سأنكر كل شيء وسأتهمك بالجنون ...
_ أتهددني؟! ما بالك يا رجل أهذه هي حقيقتك ؟!! ماذا عن كلمات الحب التي أطربت بها أذني ليلة أمس ؟!! أين ذهبت ؟! قل لي ..
_ أنا حقا أحبك، لذا أخبرتك الحقيقة كما هي ، لم أخفي عنك شيئا ، ظنّا مني أنّك تحبيني يا زوجتي... لكن أنت لم تحبيني يوما !
_ أتريد إسكاتي بالحب ؟!!
لا وألف لا .. أنت أكثر قساوة من أبي واخوتي ...!! وأنا اليوم لم أعد أحبك يا زوجي العزيز ! بل إنني أكره نفسي لأنّني أحببتك ،ولأنني سمحت لقلبي أن ينشد اسمك وأن
يغنّي على أطلال حبك المزعوم لشهور!!! اليوم ’أنا نادمة على تلك الدموع التي أذرفتها عليك ، ظنًّا مني أنك ميت، ودفنوك تحت التراب ..
اسمع يا علي ! قبل شهور كنت أرملتك ....
والآن أصبحت سجينة بين يديك !
لا أدري كيف سمحت لك ب .. !!
ابتسمت ساخرة وأكملت قائلة : بالأمس سخرت مني .. رفضت أن تخبرني الحقيقة حينها ،أخفيت عنّي كل شيء ، تلاعبت بمشاعري ، لن ارضخ لك أبدا.. لن أكون لعبة بين يديك ، سئمت من سجن الرجال..!! سئمت وانتهى كل شيء، ولا أريد أن أكون زوجتك بعد الآن .. طلقني .....!!
_ ماذا تقصدين بهذا الكلام ؟؟؟
فتحت باب الغرفة وصارت تصرخ قائلة : أبي ، أبي اسمع .. إنّ مراد ليس مراد ...! إنّه علي....زوجي علي لم يمت ! و ضع قناعا و....... !!
أسرع الأب والإخوة لسماع كلامها غير المفهوم ، وقالوا ماذا تقصدين يا نورا... !!؟ لم نفهم شيئا من كلامك ..
_ إنّه رجل مخادع و قاتل ..إنه زوجي الميت علي ...!!
تدخل علي ،اقترب منها ، صفعها على وجهها وقال لها : اسكتي يا مجنونة ..! لما تكذبين ؟!
هذه ادعاءات كاذبة منك ، نظر إلى الأب و قال :سيدي الحاج ! أريد مالي ! أريد أن تدفع لي ديوني ! لأنّ ابنتك مريضة ومجنونة ، وأنا لا أستطيع العيش معها ...!!
صرخ الأب قائلا : نورا عودي إلى رشدك .. ادخلي غرفتك وكفي عن قول السخافات.....!!
_ صدقني يا أبي ، إنه قاتل .. ! إنه زوجي الأول علي وليس مراد .!! أشار الأب بيده إلى غرفتها و قال: أطيعي زوجك و اذهبي معه ....
صرخت _ أجل يا أبي، إنه زوجي، زوجي ... لكن ليس مراد بل علي .... علي ...