وذكّر فان الذّكرى تنفع المؤمنين.

قال الله تعالى*تلك حدود اللّه و من يطع اللّه ورسولله يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم*ومن يعص اللّه و رسوله و يتعدّ حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين* أي هذه الفرائض
والمقادير التي جعلها الله للورثة، بحسب قربهم من الميّت واحتياجهم اليه وفقدهم له عند عدمه، هي حدود الله فلا تعتدوها ولا تجاوزوها ، و لهذا قال جلّ شأنه*و من يطع الله و رسوله* أي فيها فلم يزد بعض الورثة، و لم ينقص بعضهم بحيلة ووسيلة بل تركهم على حكم الله وفريضته وقسمته،*يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك الفوز العظيم، و من يعص اللّه و رسوله و يتعدّ حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين* أي لكونه غيّر ما حكم الله به، و ضاد الله في حكمه،وهذا انما يصدر عن عدم الرضا بما قسم الله و حكم به، ولهذا يجازيه بالاهانة في العذاب الأليم المقيم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال*قال رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم-انّ الرجل ليعمل بعمل أهل الخيرسبعين سنة، فاذا أوصى وحاف في وصيّته فيختم له بشرّ عمله فيدخل النّار، وانّ الرجل ليعمل بعمل أهل الشّرّ سبعين سنة فيعدل في وصيّته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنّة-،قال، ثمّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه- اقرؤوا ان شئتم*تلك حدود الله* الى قوله* عذاب مهين* و قال أبو داود في باب الاضرار في الوصيّة عن شهر بن جوشب أنّ أبا هريرة حدثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال-انّ الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضران في الوصية فتجب لهما النّار- و قال/ قرأ عليّ أبوهريرة  رضي الله عنه من هنا* من بعد وصيّة يوصى بها أو دين غير مضار- حتّى بلغ-ذلك الفوز العظيم *
                                    - قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتّبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين-