وذكّر فان الذّكرى تنفع المؤمنين.

قال الله تعالى*وقلنا يا آدم اسكن أنت و زجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة قتكونا من الظالمين *فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما ممّا كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ ولكم في الأرض مستقرّ و متاع الى حين*
     يقول الله تعالى اخبارا عمّا أكرم به آدم،بعد أن أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا الا ابليس أباحة الجنة يسكن منها حيث يشاء و يأكل منها ما يشاء(رغدا) أي هينئا واسعا طيبا ، و قد أختلف في الجنة التي أسكنها أدم أهي في 
السماء أم في الأرض ؟ فالأكثرون على الأول ، و حكى القرطبي عن المعتزلة و القدرية القول بأنها في الأرض، وسياق الآية يقتضي أن حواء خلقت قبل دخول آدم الجنة، و يقال/ان خلق حواء بعد دخول الجنة كما قال السدى في 
خبر ذكره عن ابن عباس وعم أناس من الصحابة( أخرج ابليس من الجنة و أسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحيدا ليس له زوج يسكن اليه ، فنام نومه فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه ، فسألها /ما أنت؟
قالت /امرأة ، قال/ولم خلقت؟قالت لتسكن الي ، قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه/ما اسمها يا آدم؟ قال /حواء، قالوا/ و لم حواء؟ قال / انها خلقت من شيء حيّ)، و أما قوله تعالى* ولا تقربا هذه الشجرة* فهو اختيار من الله تعالى و امتحان لآدم، و قد اختلف في هذه الشجرة ماهي ؟ فقال السدى عن ابن عباس /الشجرة التي نهى عنها آدم عليه السلام هي الكرم، و تزعم اليهود أنها الحنطة، وقال سفيان الثوري عن أبى مالك هي النخلة ، وقال ابن جرير
عن مجاهد هي التينة، و قال آخرون هي السنبلة كما جاء عن أبي الجلد لما سئل عن الشجرة التي تاب عندها آدم و هي الزيتونة، وقال الامام جعفر ابن جرير رحمه الله / و الصواب في ذلك أن يقال/ ان الله عز و جلّ ثناؤه نهى آدم و زوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها فأكلا منها، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت عل التعيين ، لأن الله لم يضع لعباده دليلا  على ذلك في القرآن ولا في السنة الصحيحة، و قد قيل /كانت شجرة البر،
و قيل كانت شجرة العنب، و قيل كانت شجرة التين ، و جائز أن تكون واحدة منها ، و ذلك علم اذ علم لا ينفع العالم به علمه ، و ان جهله جاهل لم يضره جهله به و الله أعلم.
    و قوله تعالى*فأزلهما الشيطان عنها* يصح أن يكون الضمير في قوله(عنها)عائدا الى الجنة، فيكون معنى الكلام فأزلّهما أي من قبل الزلل، فعلى هذا يكون تقدير الكلام*فأزلّهما الشيطان عنها* أي بسببها، كما قال تعالى
*يؤفك عنه من أفك* أي يصرف بسببه من هو مأفوك ، و لهذا قالى تعالى*فأخرجهما ممّا كانا فيه* أي من اللباس و المنزل الرّحب و الرزق الهنيء و الرّاحة، * و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ و لكم في الأرض مستقر
و متاع الى حين*أي الى وقت مقدّر و مقدار معين ثم تقوم القيامة،  ...يتبع،  والله الموفّق و صل اللهم على محمّد و على آله و صحبه و سلّم.
                    - قل هذه سبيلي أدعوالى الله على بصيرة أنا و من أتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين-

ا

.. و فيك بارك الله بنيّتي.