في رحاب الأخوّة.

..ذكر ابن الجوزي وبعض المحدثين،أن أحد المحدثين كان شرس الخلق، لا يبتسم، ولا يضحك، ولا يداعب أبدا، وكان اذا سمع خشخشة الأوراق طوى دفاتره وذهب الى بيته!،فأتى طالب من الطلاب في جلسة مرّ، واذا به أراد أن يعطس،فتذكر الشيخ، وأنه يزعج من كل شيء، فتمع العطاس في جوفه، حتى أصبح لا يستطيع دفعه، لكنه في الأخير عطس عطسة مدوية..وقال،= أنحن جالسون أمام رب العالمين=!!، فضحك الشيخ..لأوّل مرّة!!،
فرسول الله صلى الله عليه وسلم وسط في رسالته، فليس هو بالضاحك الذي أسرف على نفسه في الضحك صلوات ربي وسلامه عليه-أو أكثر في هذا الجانب، وليس هو صلى الله عليه وسلم بالذي تقمص شخصية الحزن والكآبة ، والحسر والندامة، فهو وسط في كل شيء، وسط في العبادة، وفي المعتقد، وفي التشريع، وفي الآداب والسلوك،*..وكذلك جعلناكم أمة وسطا..*
فقد كان صلى الله عليه وسلم يبتسم كثيرا، ولكنه لا يضحك الا نادرا في حياته، فتجد في الأحاديث أربعة أو خمسة مواضع ضحك فيها، أما التبسم فحدث ولا حرج،
فالبسمة منه ليست عبثا، لاأنه شرى بها قلوب الناس، وقلوب القبائل، وقلوب الشعوب صلى الله عليه وسلم، قال تعالى*فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين*للدكتور عائض القرني،
                                                    ***وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا..***