سفيان خروبي
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- alger
- العَمَــــــــــلْ :
- موظف
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 268
- نقاط التميز :
- 407
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/01/2014
لقد اضطربت الروايات في واضع النحو اضطرابا عنيفا ، فقد زعم أكثر العلماء أن النحو أخذ عن أبي الأسود الدؤلي ، و أن أبا الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقال آخرون رسم النحو نصر بن عاصم .
و روي أن سبب وضع علي بن أبي طالب لهذا العلم أنه سمع أعرابيا يقرأ : "لا يأكله إلا الخاطئين " فوضع النحو .
و قال أبو العباس المبرد: سئل أبو الأسود عمن فتح له طريق وضع النحو و أرشده إليه فقال:تلقيته من علي وفي حديث آخر قال: ألقى إلي علي أصولا احتذيت إليها .
و يروى أيضا أنه قدم أعرابي في خلافة عمر بن الخطاب فقال : من يقرأني شيئا مما أنزل على النبي الأعظم "ص" ؟ فأقرأه رجل سورة براءة فقال :
" ...أن الله بريء من المشركين و رسوله " بالجر، فقال الأعرابي: أو برء الله من رسوله ؟!
و أن يكن الله برء من رسوله فأنا أبرىء منه ! فبلغ ذلك عمر مقالة الأعرابي فدعاه . فقال : يا أعرابي أتبرأ من رسول الله ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، إني قدمت المدينة و لا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة ، فقال له عمر : ليس هكذا يا أعرابي فقال كيف يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أن الله بريء من المشركين و رسوله " بالرفع .
فقال الأعرابي : و أنا و الله أبرأ ممن برء الله و رسوله منه ، فأمر عمر ألا يقرأ القرآن إلا عالم باللغة . و أمر أبا الأسود أن يضع النحو.
و روي أيضا أن الذي أوجب على الدؤلي وضع النحو ، أن ابنته قعدت معه في يوم قائظ فأرادت التعجب من شدة الحر فقالت :
ما أشدٌ الحر بالرفع فقال أبوها: القيظ. و هو ما نحن فيه يا بنية، جوابا عن كلامها لأنه استفهام، فتحيرت و ظهر لها خطؤها فعلم أبو الأسود أنها أرادت التعجب فقال لها: قولي يا بنية: ما أشدَ الحر ! بالنصب، ففعل التعجب.
و يروى أنا رجلا فارسيا من أهل نوبرزجان كان قدم البصرة مع جماعة أهله فدنوا من قدامه بن مظعون و ادعوا أنهم اسلموا على يديه و أنهم بذلك مواليه فمر سعد بابي الأسود و هو يقود فرسه فقال : مالك يا سعد لم لا تركب ، فقال : إن فرسي ضالع أراد ضالعا .
قال : فضحكت به بعض من حضره ، فقال الدؤلي : هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام و دخلوا فيه فصاروا لنا إخوة فلو علمنا لهم الكلام ، فوضع باب الفاعل و المفعول .
و من كل هذه الروايات التي أوردناها يتضح لنا مدى الاختلاف و الاضطراب في نسبة النحو إلى واضعه فتارة نسب إلى علي بن أبي طالب و تارة أخرى إلى أبي الأسود بأمر من علي وفي رواية أخرى بأمر من عمر ، وكل ذلك من عبث الرواة الوضاع المتزايدين .
............ يتبع