سفيان خروبي
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- alger
- العَمَــــــــــلْ :
- موظف
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 268
- نقاط التميز :
- 407
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/01/2014
إن العربية قد تعرضت لكثير من الهجمات المختلفة ، بعضها ولاشك فيه يضمن نزعات تهديمية
و عواطف وأفكار منحرفة ، وبعضها جاء نتيجة لعدم الإلمام بها .
و مما لا شك فيه أن لهذه النزعات راع يحميها ، ولئن كان عالمنا العربي و الإسلامي عانى
من ويلات الاستعمار و تركات عهود الضعف و الفساد التي حالت دون الانطلاقة في سبيل التي
حالت دون الانطلاقة في سبيل التحرر و النهوض الذي يليق بمجده و إمكاناته ، فهو يعاني في
زمان التحرر و السيادة و الوحدة الترابية من أفكار تبناها أبناء هذه الأمة ارتموا في أحضان
المستشرقين و المستعمرين الجدد في خطوة تهدف إضعاف النزعة القومية عند العرب .
فمنذ عشرات السنين سمع في مشرقنا العربي من يروج لعيوب اللغة العربية بأنها قد مسها
النصب و ناءت بغبار السنين فأصبحت عاجزة عن أداء مهمات الفكر و الحياة ، و إن
سن يأسها قد حل فلا فائدة من استنجابها من جديد ، فالرأي أن تنحط في رفوف المكتبات
و خزائن المساجد مستبدلة بالدارجة و بخط أجنبي !!!
و اقتحم هذا الترويج بابا واسعا من أبواب اللغة العربية و هو الأعراب ، فدعوا إلى
تركه و الاستغناء عنه بهدف تقويض دعائم اللغة الفصحى و إزالة ركن قوي من أركان
هذه اللغة .و الحقيقة أن الدعوة إلى ترك الإعراب قد اقترنت بالدعوة إلى استعمال
العامية باعتبارها كما قال مناصروها لغة حية نامية و متطورة !!! أو باعتبارها تمثل
تطورا طبيعيا ، و تطورا نحو الأفضل و الأسهل .
ذلك لأن الإعراب سمة من سمات العربية الفصحى لغة القرآن الكريم ، إن لم يكن أبرز سماتها
و إذا كان هناك دعوة لترك الإعراب فهذا معناه :
1- إما ضعف المستوى العلمي الخاص بمادة النحو عند المتعلمين منذ أن كانوا أطفالا
في المدارس الأبتدائية حتى تخرجهم من الجامعات ، فليس أسهل عندهم والحال كذلك من المناداة بالتخلي عن الإعراب .
2- الدعوات المغرضة التي يروج لها بعض الكتاب بترك الإعراب مدعين أن ذلك من
سمات العصر و الإعراب يعيق التقدم و الرقي قال أنيس فريحة :
"و الإعراب لا يلائم و الحضارة ، ونحن نرى في الإعراب في أنه بقية من البداوة"
ونحن نقول له : وهل العامية تلائم الحضارة ؟ و ماذا صنعت العامية للحضارة ؟
و إنما هذه الدعوة تهدف لكسر الحضارة لا إلى تطورها . و أدهشني لما قال :
"إن فقدان الإعراب ليس انحطاطا بل تطور مع الحياة . و قال :الدولة الناشئة بحاجة إلى لغة
قومية ، لأن اللغة من مقومات الأمة كالشعب و الرقعة الجغرافية و الدين و إلى ما هناك
من مقومات" . بل زعم أن الإعراب زخرف القول لا جدوى من ورائه في الفهم و الإفهام
و إنما سقط الأعراب من تلقاء ذاته في اللغة العربية كما سقط في باقي اللغات السامية
لأنه ليس له قسمة باقية .
فالذي يظهر جليا أن للإعراب قيمة شرفية لو تجرأ أحد و خرج للتنذر من النحاة و السخرية من
النقاد و دنت مرتبته في كل الطبقات حتى ولو كان مجيدا في جوانب شتى .
هذه المرتبة الشرفية تقاس بها أقدار المثقفين و يحرص على التحلي بها جمهرة الأدباء
و البلاغيين و تحط من شأن الجهلة و المعاندين .
و حيث تحدثت كيب النحو عن وظيفة الأعراب ذكرت أنه يؤدي إلى الفهم و الإفهام
فهي من حيث تشعر أو لا تشعر تجعل الإعراب هو اللغة و إن اشتقاقه يدل على هذه
الوظيفة. إنها القيمة الشرفية التي تميز بها العنصر العربي و أنزل بلسانها كتاب الله
الكريم . هي الرباط ووحي الله يوثقها و العقل و العلم و الايمان و الرشد
لسان أرفع تنزيل و أكمله شاد الحضارة و أشد ركابه الخل